أخواتي القارئات هذه قصتي أرويها لكن من أجل العبرة. لقد واجهت بعض الصعوبات في زواجي، الذي تمّ وأنا في العشرين من العمر، فزوجي كان من بيئة مختلفة عن بيئة أهلي، لكن هذا ليس عذرا لي، ولأنني كنت صغيرة لم أكن أقدّر الأمور كما أقدّرها الآن، تعوّدت منذ صغري على الدلال وصرف المال بلا حساب، كما أن أحدا لم يكن يسألني أين سأذهب ومع من سأجلس، وعندما خطبت فرحنا لأن هذا الخاطب كان شابا خلوقا يشغل وظيفة ممتازة وأهله أناس طيبون جدا وحالته المادية جيدة. بعد الزواج بدأت ألاحظ أنه لا يحب الكثير من تصرّفاتي وينفر منها، ويتضايق من حريتي الزائدة. ورغم أنه -والحق يقال- كان يحاول إقناعي بهدوء وبأساليب راقية، إلا أني أصرّ على العناد وفرض شخصيتي، وذات مرة طالبني بأن أغيّر من طريقة ارتداء ملابس الخروج فرفضت، حاول بهدوء أن يقنعني ويرجوني لكني عاندته وكسرت كلمته بسبب ثقتي في حبه لي، فحز ذلك في نفسه كثيرا، وشيئا فشيئا بدأت علاقتنا تفتر خاصة مع محاولاته الكثيرة لإقناعي بطاعته وعدم الخروج إلا بإذنه، إلا أن استهتاري به وبكلامه أخذ يجرح كرامته، خاصة وهو يعرف أني أعلم بمقدار حبه لي. هدّدني ذات مرة بالطلاق إن لم أرضخ لأوامره، فتحدّيته فما كان منه إلا أن طلقني بكل بساطة. رغم أنه تزوج الآن وأصبح أبا، إلا أنني لازلت أشعر بالندم، وأتمنى لو لم أفعل معه ذلك، وأصدقكن القول أنني أشعر بالغيرة من زوجته الحالية لأنها فازت بزوج لن تجد مثله أبدا، لذلك أرجو أن يكون تصرفكن مع أزواجكن نابع من العقل.