شددت وزيرة الثقافة، مليكة بن دودة، اليوم الثلاثاء، على ضرورة منح رموز الثقافة الجزائرية تقديرها الواجب. وأوردت بن دودة، خلال إشرافها بالمكتبة الوطنية على إنطلاق فعاليات الندوة الوطنية الأولى حول مالك بن نبي: "يجب منح رموز الثقافة الجزائرية تقديرها الواجب وربط ذاكرة المجتمع الجزائري باستمرار مع من انشغل فكريا بالأمة الجزائرية". واعترفت الوزيرة، بالتقصير بحق من فكر في لحظة انتشر فيها العقل العاطفي، مؤكدة بأنه لا يمكن إن يُحيد بن نبي من التاريخ الفكري الإسلامي، إلا من يتنكر للعقل. وأشارت الوزيرة، إلى أنه لا يمكننا أن نحتكر بن نبي، فهو رجل متعدد وعالمي، يقرؤه المسلم وغيره. ومن جهة أخرى، تساءلت الوزيرة بهذه المناسبة، عن من تبقى من رموزنا، مستغربة العتب الذي يناله شخوصهم من طرف من يفترض بهم أن لا يستميلهم الرأي الارتجالي. مشيرة إلى إن المجتمع يفقد بممارسات مشابهة، معالمة التي يتأسس عليها. وعددت الوزيرة مناقب المفكر بن نبي قائلة: "مالك بن نبي صاغ المعنى في لحظة فارقة في تاريخ الجزائر.. إختار طرح أسئلة جذرية، وبلغ الجوهر دون انتظار". وأضافت بن دودة: "مفكرنا يأمل في عقل ينتمي لفضاء التفكير، وأخرج في شروط صعبة، طروحاته، وكانت الثقافة مسألته". وتابعت الوزيرة: مالك بن نبي بيننا، لأنه سعى لتفسير الظواهر الثقافية والحضارية التي تعنينا، واقترح علاجات، وحمل هم مجتمعه". مضيفة: "مالك بن نبي كان رؤيويا، عندما رأى العالم وراح يبشر بفكرة التلاقي الفكري، وبعد عقود من الزمن حقق العالم الغربي تكتلاته، وللأسف لم تتحقق تكتلات بن نبي المبنية على المعرفة ". وفي الأخير، أكدت الوزيرة، إن الحديث عن رجل بقامة من يسائل المفاهيم ويعاود تشكيلها أمر صعب، ولكن الاحتفاء به ومنحه مكانته الحقيقية ليس صعبا، بل يحتاج منا إن نعترف بالتقصير، وإن نستعيده من التاريخ ومن الآخرين.