سيدتي نور، تحية حب واحترام لك ولكل الساهرين، على إنجاز جريدة "النهار" أما بعد:قلة حيلتي وهوان أمري جعلاني أراسلك لأطرح مشكلة أرقتني وحرمتني العيش في كنف السعادة والاستقرار.المشكلة تتعلق بزوجتي التي تعرّفت عليها منذ سنوات واتفقنا على الزواج، ثم رسمناه بالخطوبة وبعدها جسدنا المشروع الذي حسبته سينقلني إلى دنيا السعادة، لكن ما حدث جعلني أشعر بالندم لأن زوجتي أظهرت وجهها الحقيقي، ظننت في البداية أن سبب ذلك صغر سنها وعدم خبرتها في الحياة، لكنني وبعد مرور السنين تأكدت أنها تطبعت على هذه الطريقة، فهي لا تحمل ذرة أنوثة كما أنها لا تعرف معنى النعومة والرقة التي تميز حواء، لحسن الحظ أنني أقيم في بيت مستقل لأن تصرّفاتها الجنونية مع الغير لن تدعها تعمر طويلا في عش الزوجية.إنها تتحدث بطريقة خشنة ولا تعي ما تقول، أما إذا غضبت فحدث ولا حرج، فقد ترتكب حماقات لا تغتفر، إنها لا تحترم المسن ولا الفتي، يا له من ابتلاء سيدتي الفاضلة، بات يزعجني التفكير في مصير أبنائي، فهي حتما لن تقدر على تنشئتهم التنشئة الصالحة، بسبب أفكارها وطبعها التسلّطي وتسرّعها المفرط.سيدتي نور هذا قليل من كثير، لأنني لو أسهبت في الحديث عن تصرّفاتها وأفعالها لجف القلم قبل أن يفي حق أفعالها، فماذا إفعل لأنني لا أرى أمامي إلا سبيل الطلاق. عمار/ سدراتة الرد: سيدي الفاضل، أشكرك كثيرا على الصراحة والثقة، ثم دعني ألومك بعض الشيء، بخصوص سوء الاختيار، لأن الله تعالى جعل الطيبين للطيبات والخبيثين للخبيثات، وأنت لم تختر المرأة المناسبة لك، فما دامت بهذه الطباع قبل الارتباط بها، فما الذي جعلك تختارها زوجة؟ -إنه القدر والنصيب- فأنت تعلم مسبقا أنها امرأة لا تملك ذرة أنوثة، لا تحترم الكبير ولا الصغير أليس هذا ذنبك؟ الآن يجب أن تفكر بعقل الرجل المتزن، الباحث عن الحل لمسألة تربية الأبناء، لهذا أقول لك إذا كنت تستطيع أن تساعد زوجتك بطريقة ما، لتجعلها امرأة مسؤولة وأنثى بطبعها لا رجلا بتطبعها، وإلا فيجب أن تؤدبها بطريقة أخرى، لكن دون الإساءة، لأنك قد تسيء إلى نفسك قبلها حاول أن تتحدث مع أحد من أهلها، إذ يجب اختيار من تحترمه وتقدّره، لعله يكون وسيط خير بينكما، فتتغيّر الأمور إلى أحسن ما هي عليه الآن، أنصحك بالاستخارة وبالدعاء الصادق لله، بأن يصلح شأنها، واجعل التفكير في الطلاق آخر الحلول إذ يُعتمد عليه، حين تنعدم السبل وليس قبلا. أسأل الله لك التوفيق وأن يصلح شأن زوجتك ويجعلها قرة عين لك. ردت نور