سيدتي الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أنا رجل ملتزم، أخاف الله وأسعى بكل الطرق والوسائل لكسب رضاه والفوز بعفوه ومحبته خاصة في الشهر الفضيل، تزوجت منذ ثلاث سنوات خلت، من امرأة بدت في قمة الإلتزام والتدين، ولكن لما رافقتني لبيتي اصطدمت بامرأة سيئة، تجد لذة ومتعة في العيش على وقع المشاكل، رأيت منها الويلات، ومع ذلك صبرت عليها وسعيت لإصلاحها مراعاة لمستقبل ابني الذي لم أرغب في أن يتربى بعيدا عني، ولكن لما طال بطشها لأمي وأرادت أن تطردها من البيت ليبقى لها وحدها، ثارت ثائرتي ولم أتمالك أعصابي، فقمت لا شعوريا بحرق وجهها بالماء الساخن وطلقتها، ولكن لما عدت إلى رشدي، أرجعتها، وأبقيتها في البيت، غير أني هجرتها كزوج، لأني كرهتها ولا أستطيع معاشرتها، وإنما تركتها على ذمتي، لأني أشعر بأني ظلمتها بما سببته لها من تشوّهات أتلفت كليا جمالها سيدتي، أنا نادم على كل ما فعلت وحائر كيف أتصرف لأنقذ نفسي من الشعور بالشفقة من جهة، وبالكره من جهة أخرى اتجاه زوجتي التي حولت حياتي إلى جحيم . الرد: أخي خالد، إن الحياة الزوجية هي موطن الحب والرحمة والمودة والحنان، ولا مكان فيها للمشاعر السلبية كالشعور بالكره أو الشفقة، فإن العلاقة الزوجية التي تقوم على هذين الإحساسين، هي علاقة فاشلة لا تمثل حياة زوجية، وإنما مقبرة زوجية. أخي، لا يمكنك بأي حال من الأحوال أن تستمر مع زوجتك على هذا المنوال، لأن في هذا ظلم لنفسك ولها وتجاوز لأحكام الله سبحانه وتعالى، لذا لابد أن تضع النقاط على الحروف، فإما لإستمرار في الحياة معها بما يرضي الله ويحقق استقراركما وتوازنكما النفسي والإجتماعي، في هذه الحالة من الضروري أن تصبر عليها وتسعى لإصلاحها بالذكر وبالموعظة الحسنة وبالدعاء الصالح، وإما أن تسرحها بالمعروف وتُخلي سبيلها، سعيا لإصلاح التشوهات التي تسببت فيها بعرضها على طبيبة مختصة في التجميل.. وفي هذا السياق، أنصحك بأن تكون أكثر اتزانا ووقارا وهدوءًا، حتى لا تدع فرصة للشيطان كي ينحدر بك إلى مستوى يجردك من حسك الإيماني والإنساني . ردت نور