تدني القدرة الشرائية وتسوية الوضعيات العالقة من بين أهم المطالب تدخل، اليوم، نقابات التربية، في إضراب لدعم "إضراب الكرامة" الذي يشنّه منذ أيام، الأساتذة وعمال التربية في عدد من ولايات الوطن، وهذا لإجبار وزارة التربية على الرضوخ للمطالب وتحقيق جزء منها، خاصة وأن الوزير الحالي لم يحرك ساكنا منذ وصوله ولم يدافع عن الأساتذة أمام الحكومة. وسيكون هذا الإضراب مصحوبا بوقفات احتجاجية ولائية أمام مقرات مديريات التربية، على أن يتم الإعلان عن الإضراب التصعيدي قبل نهاية الأسبوع. ومن بين أهم أسباب الإضراب، انهيار القدرة الشرائية، الانهيار غير المسبوق وتهاوي قيمة العملة الوطنية، والارتفاع الجنوني للمواد الاستهلاكية. ومن المطالب التي رفعتها نقابات التربية، تحسين القدرة الشرائية من خلال مضاعفة قيمة النقطة الاستدلالية وإعادة النظر في الملف التعويضي، وكذا التمسك بالحق في التقاعد النسبي والتقاعد من دون شرط السن. كما طالبت النقابات بالتطبيق الفوري للمرسوم 266 / 14 بأثر رجعي، والإفراج عن القانون الخاص، التسوية النهائية للمخالفات المالية العالقة على مستوى الولايات، إضافة إلى إنصاف الأسلاك المتضررة من إعادة التصنيف، الإلغاء النهائي للمادة 87 مكرر واستحداث منحة خاصة بالأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، تحيين منحة المنطقة على أساس الأجر الرئيسي الجديد، كما تطالب النقابات بالتسوية النهائية لوضعية خريجي المدرسة العليا للأساتذة، وإدماج الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين والأساتذة المتعاقدين. وفيما يخص الجانب التربوي والبيداغوجي، طالبت النقابات بإعادة النظر في البرامج والمناهج الدراسية بما يتماشى مع مستوى التلاميذ، لا سيما في مرحلة التعليم الابتدائي وتحسين التكوين وظروف العمل والتمدرس لتحقيق شعار التعليم النوعي، تخفيض الحجم الساعي لجميع الأطوار مع مراعاة حجم العمل والمهام، عدم المساس بالسلطة البيداغوجية للأستاذ وإعفاء أساتذة الابتدائي من المهام غير البيداغوجية، دعا تكتل نقابات التربية، كل موظفي القطاع، إلى التجنيد لإنجاح الوقفات الاحتجاجية والاستعداد لمواصلة النضال إلى غاية تحقيق كل المطالب المشروعة. وفيما يتعلق ب"إضراب الكرامة" المعلن عنه بعدد كبير من الولايات، انضم، أمس، عدد من مديري المؤسسات والمفتشين من مختلف الأطوار إلى الإضراب الذي ينظمه الأساتذة في مختلف المؤسسات التربوية بولاية تيارت، احتجاجا على ظروفهم الإجتماعية وتدهور القدرة الشرائية. وقد تواصل الإضراب في يومه الثالث عبر مختلف المؤسسات التعليمية، بعد انضمام أساتذة الثانوي وحتى بعض النقابيين بصفة فردية، فيما عرف مقر مديرية التربية بولاية تيارت، تجمهر عدد كبير من عمال قطاع التربية، خاصة الأساتذة، وهم يرفعون شعارات عبر مكبرات الصوت، منددين بالوضع الذي يعاني منه المعلم والأستاذ وسط استياء من صمت الوزارة الوصية وتجاهلها لمطالبهم، رغم دخول إضرابهم يومه الثالث على التوالي. وبولاية الجلفة، أقدم، صبيحة أمس، عدد من مديري وأساتذة التعليم الابتدائي، على تنظيم حركة احتجاجية تميزت بوقفة سلمية أمام مقر مديرية التربية، وهذا على خلفية الوضعية الكارثية التي تعيشها كافة المؤسسات التربوية في الطور الابتدائي جراء غياب التدفئة والنقص في التجهيزات التربوية والمكتبية والإطعام، فضلا عن مياه الشرب وتدهور شبكات الصرف الصحي ونقص مواد التنظيف ونوعيتها الرديئة التي لا تستجيب لمتطلبات عامل النظافة وإجراءات "البروتوكول" الصحي الخاص بالوقاية من وباء جائحة وباء "كورونا"، حسب من اتصلوا ب"النهار"، الذين أكدوا بأن وقفتهم سلمية يراد منها إلفات نظر المسؤولين المعنيين، لا سيما رؤساء البلديات، الذين وعدهم أكثر من مرة بالسعي إلى إيجاد حلول فورية للنقائص المسجلة، باعتبارهم المسؤولين المباشرين عن تسيير المؤسسات التربوية الابتدائية، غير أنهم لم يفوا بوعودهم منذ الدخول المدرسي إلى غاية يومنا هذا، ملتمسين من كل من مدير التربية ووالي الولاية، الإسراع في تنفيذ تلك المطالب المطروحة منها إنجاز الصيانة وتجديد التجهيزات وإصلاح المعطلة وتوفير العمال المهنيين من حراس وعمال مطبخ ونظافة قصد توفير الظروف الملائمة للدراسة والتمدرس.