تذكر أمس الجزائريون خاصة سكان بشار ورقان بالتحديد ،تلك المأساة التي أحدثتها فرنسا العجوز في صحرائنا الجزائرية منذ خمسين سنة خلت ،وهذا بقيامها بأول تجربة نووية هناك ،كان ضحيتها الشعب الجزائري والأرض والحيوان ،ومازالت الإشعاعات النووية تقتل إلى اليومحيث مات جراءها مباشرة وبمرض السرطان المئات من الجزائريين ، ناهيك عن التلوث النووي والخسائر الفادحة والأضرار التي لحقت بالبيئة ..؟ هذه التجربة لقوة القنبلة النووية الفرنسية لم تكن الوحيدة في التراب الجزائري ، بل تلتها بعد ذلك عدة تجارب ،حتى غدت بحق الجمهورية الفرنسية بلدا نوويا بمساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية ، التي لم تقتصر مساعداتها على السلاح النووي ،بل كان قبل ذلك اقتصاديا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية..! فرنسا المجرمة التي تستحق أن تحاكم سياسيا وقضائيا وتقوم بتعويض الدولة الجزائرية وكذا ضحايا القنبلة النووية التي فجرتها في مثل هذا اليوم 13 فيفري 1960 تحت مسمى "اليربوع الأزرق" برقان كما أشرنا في أقاصي الصحراء الجزائرية الجميلة الخصبة والمعطاءة..؟ لقد تضرر الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي وتسلطه وممارساته واضطهاده،وكان الضرر الأكبر متمثلا في تلك التفجيرات النووية ،التي بات من الواجب على كل وطني غيور أن ينادي بمقاضاة فرنسا في المحافل والمحاكم الدولية المختصة ،وهذا حتى لا تكون هناك جريمة دون عقاب ، ولا يسكب دم الأحرار في الرمال هدرا، ويذهب معه حق مثبت بكل الشرائع السماوية والأرضية ،وبالتالي تعرف فرنسا وأذنابها أن دم الأحرار لن يصير يوما ماء وأن شهداء الوطن خلفوا رجالا لن يسكتوا عن المطالبة بحقهم وإن طال الزمن..! إنه يجب على الجميع من الوطنيين أن يدركوا جيدا أن مطالبة الاستعمار الاستيطاني بالاعتذار والتعويض عن كل ضرر لحق بكل عائلة جزائرية ،حق وواجب لا يسقط بالتقادم ولا برسم علاقات طبيعية أو من نوع خاص بين الجزائروفرنسا،ذلك أن لأن دم الشهداء لا يباع ولا يشترى ولا يمكن التصرف فيه أو التنازل عنه..؟!