تعقد اللجنة المشتركة من المؤرخين الجزائريين والفرنسيين المكلفة بالعمل على الذاكرة حول الاستعمار الفرنسي وحرب الجزائر اجتماعها الأول بداية من اليوم الأربعاء 22 نوفمبر في قسنطينة، بحسب ما أفادته وكالة فرانس برس يوم الاثنين نقلاً عن مصدر قريب من اللجنة. ويُعد هذا الاجتماع الرسمي الأول بعد ذلك الذي عُقد في أبريل الماضي عبر الفيديو. لا تزال قضية الذاكرة من بين القضايا التي تسمم العلاقات بين الجزائروفرنسا. إن وجهات النظر البلدين مختلفة ومتعارضة حول العديد من النقاط، وذلك بعد مرور أكثر من 60 عامًا على استقلال الجزائر من النير الاستعماري الفرنسي البغيض. وفي محاولة لتهدئة التوتر، قررت الجزائروفرنسا إنشاء لجنة مشتركة من المؤرخين مكلفة بالعمل على قضايا التاريخ والذاكرة بين البلدين. وقد تم الإعلان عن إنشاء هذه اللجنة في أعقاب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في أوت 2022. وكانت الجزائر هي من أعلنت أولاً عن ممثليها الخمسة في هذه اللجنة المشتركة في نوفمبر 2022، بقرار من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وتتكون القائمة الجزائرية من محمد الحسن زغيدي، محمد القورصو، جمال يحياوي، إيدير حاشي وعبد العزيز فيلالي. من جانبه، عيّن رئيس الدولة الفرنسي إيمانويل ماكرون في جانفي 2023 ممثلي بلاده الخمسة في هذه اللجنة المشتركة من المؤرخين. وهم بنجامين ستورا، فلورانس هودوفيتز، جاك فريمو، جان جاك جوردي وترامور كويمنير. ويترأس اللجنة بالتساوي محمد الحسن زغيدي (الجزائر) وبنجامين ستورا (فرنسا)، وتتولى مهمة العمل على الفترة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر (1830-1962) وحرب الاستقلال (1954-1962). تجتمع لجنة المؤرخين خلال الفترة من 21 إلى 24 نوفمبر في قسنطينة، حيث اضطررت إلى الانتظار 15 شهرًا بعد الإعلان عن إنشائها قبل أن تباشر لجنة المؤرخين الجزائرية الفرنسية المشتركة عملها بصفة رسمية أخيرًا. وبالفعل، بعد اجتماع غير رسمي عُقد في أفريل الماضي عبر تقنية الفيديو، تجتمع اللجنة اليوم الأربعاء في مدينة قسنطينة، بحسب مصدر مقرب من الملف نقلته وكالة فرانس برس يوم الاثنين. وبحسب مصادر إعلامية أخرى، ستستمر أعمال هذا الاجتماع الأول حتى يوم الجمعة 24 نوفمبر. وسيكون على أعضاء هذه اللجنة تحمل مسؤولية ثقيلة لبدء أعمالهم حول العديد من القضايا المتعلقة بالذاكرة بين فرنساوالجزائر. بالإضافة إلى قضية فتح واسترجاع الأرشيفات، ستتطرق اللجنة المشتركة من المؤرخين لنقاط أخرى من الخلاف التاريخي بين البلدين، مثل التجارب النووية الفرنسية في الصحراء واسترجاع رفات المقاومين الجزائريين المحفوظة في المتاحف في فرنسا.