سجل سكان مدينة قالمة نهاية الأسبوع المنصرم ارتياحا كبيرا، بعد تحرير الأرصفة من الباعة الفوضويين و تنظيم سوق شارع التطوع، الذي تحول في الآونة الأخيرة إلى كارثة بيئية، بسبب ما يحتويه من نفايات بكل أنواعها الحيوانية منها و النباتية و التي تحللت بفعل العوامل الطبيعية مما شكل الخطر الكبير على حياة المواطنين سيما منهم القاطنين بجواره و الوافدين عليه يوميا. هذه العملية، التي كانت السلطات المعنية متخوفة منها كثيرا خاصة و أن أغلب التجار المقرر ترحيلهم من ذوي السوابق العدلية و الذين كانوا يستغلون الأرصفة بطريقة فوضوية دون أدني اعتبار لأي أحد، تمت في هدوء و لم تسجل أية تجاوزات. ولم يكن متوقعا أن تلك الفئة التي أثارت تخوف المعنيين من إحداث فوضى أو احتجاجات عقب صدور قرار طردها من تلك الفضاءات ستبدي التجاوب الكبير مع السلطات المعنية حيث بادر هؤلاء الباعة منذ الساعات الأولى من يوم الأربعاء الفارط أي بيوم قبل تنفيذ القرار من طرف الجهات المختصة، بإزالة الطاولات التي كانوا تستغلونها في بيع الخضر و الفواكه و هو الشيء الذي لقي استحسان السكان و كذا المسؤولين، الذين جندوا لهذه العمالية العشرات من عناصرالأمن و مصالح التدخل السريع التابعة للأمن الوطني و هذا تحسبا لأي انزلاق يمكن أن يحدث. وحسب رئيس البلدية، فإن العملية تمت في ظروف جد حسنة و دون تسجيل أي تدخل يذكر بحيث أنها مست كل من التجار غير الشرعيين على مستوى "شارع التطوع"، "حديقة باب سكيكدة" و "حديقة روابحية" إلى جانب بعض الطاولات ب "شارع عنونة"، مضيفا أن العملية لا تزال متواصلة، للقضاء نهائيا على مثل هذه الظواهر علما أنه سيتم تشكيل لجان مختصة لدراسة وضعية هؤلاء التجار و من ثم إيجاد الحل الأنسب لهم. و الملفت للانتباه أثناء عملية الهدم، التي حضرها عدد كبيرا من سكان المدينة الذين ذهلوا عند مشاهدتهم للأكوام الهائلة التي عثر عليها من الديدان والفئران، التي امتلأت بطونها بفضلات السوق إلى جانب الروائح الكريهة،التي انتشرت في المكان، جراء النفايات المتحللة. وكانت شاحنات البلدية تغادر الفضاء ثم تعود لحمل النفايات والأوحال كما استعمل الأعوان المياه لدفع كتل الأوحال السوداء وفتح البالوعات المغلقة بسبب الصناديق البلاستكية والخشبية التي تحولت إلى أوكار للفئران والديدان الضخمة قبل رشها بمواد التطهير لتخفيف حدة الروائح المنبعثة منها. و قد سجل داخل أوساط المواطنين، الذين تابعوا عملية الهدم، الارتياح الكبير بعد تحرير الأرصفة من الباعة الفوضويين ما سمح بظهور شارع التطوع بوجه جميل فقده منذ سنوات طويلة.