اقترحوا منحهم عقود الملكية من أجل تمكينهم من إعادة بناء سكناتهم يتخبط سكان الأحواش ببلدية خميس الخشنة في بومرداس منذ سنوات في عدة مشاكل نغصت عليهم حياتهم وجعلت البعض منهم يندد بالوضع المزري الذي يعيشونه في ظل غياب المرافق وحرمانهم من أبسط ضروريات الحياة، ومن عقود الملكية وهذا رغم النداءات التي رفعوها للسلطات المحلية في عدة مناسبات والتي لم تجد من يسمعها وكل المراسلات التي بعثوا بها وضعت في الأدراج دون النظر فيها مثلما أشار إليه بعض المواطنين. نادية. ب “أين هم المسؤولين”، “نريد حلا لمشكلتنا”، هي عبارات لجأ إلى كتابتها بعض سكان الأحواش ببلدية خميس الخشنة على غرار سكان حوش الرياشة على جدران سكناتهم للتعبير عن غضبهم اتجاه سياسة التهميش التي طالتهم منذ سنوات، جعلت مشاكلهم تتفاقم مع مرور السنوات ووصل الحد بالبعض إلى بناء بيوت قصديرية بالقرب من سكناتهم التي تعود للعهد الاستعماري في ظل أزمة السكن التي يعانون منها. وقال السكان أنهم منذ سنوات وهم يسمعون وعودا بخصوص تسوية وضعيتهم سواء بالترحيل إلى شقق لائقة أو منحهم عقود الملكية لكن في الواقع لاشيء من تلك الوعود تجسد. ** سكنات توشك على الانهيار أكد سكان الأحواش التابعة لخميس الخشنة في حديثهم معنا أن سكناتهم مرت على انجازها سنوات طويلة، حيث اضطرتهم الظروف لإنجازها ومع مرور الوقت أصبحت غير قادرة على الصمود أكثر بسبب عدة عوامل منها التغيرات المناخية والزلازل التي ضربت بومرداس والعاصمة في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى حدوث تشققات كبيرة بها، وهو الهاجس الذي جعلهم يعيشون جحيما حقيقيا، وأضاف السكان أن كل أشغال الترميم التي قاموا بها في سكناتهم لم تدم طويلا، إذ بمجرد مرور أشهر حتى تعود التشققات والتصدعات لتظهر من جديد. وحسب السكان الحل يكمن في الترحيل إلى سكنات لائقة أو الحصول على عقود الملكية من أجل إعادة بناء سكنات جديدة. ** التهيئة منعدمة بالأحواش قال سكان الأحواش الذين صرحوا للجريدة لنقل انشغالهم، أن التهيئة شبه منعدمة بالأحواش، فالطرقات تفتقد للتزفيت خاصة تلك التي تربط بين السكنات، ما يجعل حركة التنقل بها صعبة في فصل الشتاء، حيث تتحول إلى مستنقعات للمياه الأمر الذي دفع بالسكان في الكثير من المرات إلى وضع الحصى على الأرضيات لتجنب تشكل البرك المائية. وأضاف السكان أن الأرصفة منعدمة بالطرقات المؤدية للأحواش فضلا عن نقائص أخرى جعلت الحياة بها صعبة. *** الأمراض تفتك بالسكان تحدث سكان الأحواش بخميس الخشنة عن الرطوبة العالية التي أصبحت لا تطاق بسكناتهم لدرجة أنها تسببت في تعرض العديد منهم خاصة الأطفال وكبار السن إلى أمراض الحساسية والربو، وزاد من انتشار الأمراض بالأحواش الرمي العشوائي للنفايات التي أصبحت تتراكم بشكل ملفت للانتباه متسببة في تشويه المحيط وانبعاث روائح كريهة حتى في الفصل البارد، حيث ساعدت على جلب الحشرات والقطط والكلاب الضالة التي أصبحت تتجول يوميا بالمنطقة تبحث عن ما تأكله وسط النفايات التي تتأخر مصالح النظافة في رفعها. وذات المعاناة يعيشها هؤلاء مع مشكل نقص الإنارة الذي يعرضهم لاعتداءات وسرقات تمنع عليهم مغادرة بيوتهم ليلا. وقال السكان أن نقص الإنارة العمومية بالمسالك المؤدية للأحواش ضاعفت من مخاوف تلاميذ المدارس المزاولين دراستهم في الطورين المتوسط والثانوي، حيث يخرجون مبكرا ويتنقلون إلى مقر البلدية وسط الظلام، خاصة في الفترة الأخيرة حيث سجل حدوث أعطاب بأعمدة الإنارة. *** نقص في المرافق الضرورية يجد سكان الأحواش بخميس الخشنة صعوبة في اقتناء حاجياتهم من مقر البلدية في ظل غياب المرافق التي يحتاجون إليها بمنطقتهم من سوق جواري يلبي احتياجاتهم وقاعات العلاج والمرافق الترفيهية التي جعلت الشباب يعاني من الفراغ ولم يجد هؤلاء من ملجأ سوى المقاهي أو الجلوس على حافة الطرقات والبعض يمارس رياضة كرة القدم بالطرقات. أما الأطفال فيقضون أوقات فراغهم في الخارج في ظل غياب أماكن للترفيه واللعب. سكان الأحواش بخميس الخشنة يشتكون عدة نقائص أرقت يومياتهم ورغم إيداعهم لملفات على مستوى البلدية بغية الاستفادة من الترحيل أو الحصول على عقود الملكية التي تسمح لهم بإعادة بناء سكناتهم إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود التي لم تجسد على الواقع، مشيرين إلى أن المنتخبين المحليين لا يزرونهم إلا في المواعيد الانتخابية. **سكان الأحواش ينتظرون تسوية وضعية سكناتهم توجد بخميس الخشنة العديد من المزارع والمستثمرات الفلاحية ذات أراض فلاحية شاسعة، و5 أحواش والقاسم المشترك فيما بينها جميعا التهميش والإقصاء من البرامج التنموية، حيث ما زال السكان ينتظرون تسوية الوضعية الإدارية لسكناتهم، مؤكدين على ضرورة إيجاد مخرج قانوني لهم من قبل السلطات المحلية في أقرب الآجال، لكون وضعيتهم الإدارية مازالت عالقة منذ سنوات حتى يتاح لهم التصرف بحرية في منازلهم التي تراوح مكانها وحبيسة عراقيل إدارية تمنعهم من الحصول على شهادة حيازة الأراضي.