يتخبط سكان الأحواش ببلدية سيدي موسى بالعاصمة منذ سنوات في عدة مشاكل نغصت عليهم حياتهم وجعلت البعض منهم يندد بالوضع المزري الذي يعيشونه في ظل غياب المرافق وحرمانهم من أبسط ضروريات الحياة، ومن عقود الملكية وهذا رغم النداءات التي رفعوها للسلطات المحلية في عدة مناسبات إلا أنها لم تجد من يسمعها وكل المراسلات التي بعثوا بها وضعت في الأدراج دون النظر فيها مثلما أشار إليه بعض المواطنين. أكد ممثل عن سكان بعض أحواش سيدي موسى على غرار الدهيمات، الروندة والرايس في اتصاله ب "السلام" أنهم يعيشون ظروفا صعبة في فصل الشتاء، ورغم المراسلات التي بعثوا بها للسلطات المحلية من أجل الإستفسار عن مصيرهم إلا أنهم في كل مرة يتلقون الوعود التي لا ترى النور، مضيفا أن إقامتهم بالأحواش طالت ومصيرهم ما يزال مجهولا، حيث لم يحصلوا على عقود الملكية التي تسمح لهم بإعادة بناء سكنات جيدة تليق بهم، أو الاستفادة من الترحيل، وهو ما يثير استيائهم وقلقهم في نفس الوقت. عشرات الوعود لم تر النور "أين هم المسؤولين"، "نريد حلا لمشكلتنا"، هي عبارات لجأ إلى كتابتها بعض سكان حوش الدهيمات على جدران سكناتهم للتعبير عن غضبهم اتجاه سياسية التهميش التي طالتهم منذ سنوات، جعلت مشاكلهم تتفاقم مع مرور السنوات ووصل الحد بالبعض إلى بناء بيوت قصديرية بالقرب من سكناتهم التي تعود للعهد الاستعماري في ظل أزمة السكن التي يعانون منها. وقال السكان أنهم منذ سنوات وهم يسمعون وعودا بخصوص تسوية وضعيتهم سواء بالترحيل إلى شقق لائقة أو منحهم عقود الملكية لكن في الواقع لا شيء من تلك الوعود تجسد. وأضاف سكان حوش الرايس، أنهم تلقوا عشرات الوعود المتعلقة بترحيلهم إلى سكن لائق لكن ولا وعد تحقق لحد اليوم وهو ما زاد من حجم استيائهم، متسائلين عن مصير كل تلك الوعود التي سبق للمسؤولين بالولاية والدائرة إطلاقها في عدة مناسبات، والذين في كل مرة يصرحون بقرب موعد تسوية وضعية قاطني الأحواش وهي العملية التي طال انتظارها – يقول محدثنا- في ظل تماطل الجهات الوصية لمطالب القاطنين على مستوى كل الأحواش التابعة لبلديات ولاية الجزائر. وأضاف محدثونا أنه مع اقتراب موعد كل عملية ترحيل يعود الأمل إليهم وينتظرون إدراج أسمائهم ضمن قوائم المرحلين إلى سكنات لائقة، لكن في كل مرة تخيب أمالهم وتتراجع ثقتهم بالمسؤولين ليبقى ترحيلهم إلى سكن لائق حلما مؤجلا إلى أن تنظر إليهم السلطات بجدية. سكنات توشك على الانهيار أكد سكان الأحواش التابعة لسيدي موسى في اتصالهم بالجريدة أن سكناتهم مرت على انجازها سنوات طويلة، حيث اضطرتهم الظروف لإنجازها ومع مرور الوقت أصبحت غير قادرة على الصمود أكثر بسبب عدة عوامل منها التغيرات المناخية والزلازل التي ضربت العاصمة في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى حدوث تشققات كبيرة بها، وهو الهاجس الذي جعلهم يعيشون جحيما حقيقيا، وأضاف السكان أن كل أشغال الترميم التي قاموا بها في سكناتهم لم تدم طويلا، إذ بمجرد مرور أشهر حتى تعود التشققات والتصدعات لتظهر من جديد. وحسب السكان الحل يكمن في الترحيل إلى سكنات لائقة أو الحصول على عقود الملكية من أجل إعادة بناء سكنات جديدة. قاطنو الأحواش يطالبون بالتهيئة وأضاف سكان الأحواش بالبلدية، أن غياب التهيئة زاد من معاناتهم بها، خاصة في فصل الأمطار، أين تتحول الطرقات إلى برك مائية يصعب اجتيازها، وهي الوضعية التي اشتكت منها العائلات القاطنة بحوش الدهيمات والرايس، وغيرها من الأحواش الأخرى التي تشترك في نفس المشكل حتى تلك التابعة للبلديات الأخرى بالعاصمة، إذ في كل مرة تتهاطل فيها الأمطار بغزارة تتحول الطرقات إلى برك مائية تمتزج مع الأوحال ورغم طلبات السكان المتكررة للسلطات المحلية من أجل تهيئة الطرقات إلا أنها لم تأخذ مطلبهم على محمل الجد، والمبررات دائما أن إقامة السكان بالأحواش لن تطول. غاز البوتان يزيد من متاعب السكان تتواصل معاناة السكان في الأحواش في ظل غياب شبكة غاز المدينة، حيث يعتمدون على غاز البوتان الذي أثقل كاهلهم وأفرغ جيوبهم، خصوصا وأن أغلب قاطني الأحواش – يقول أحدهم- محدودي الدخل، فضلا عن موجة البرد الشديدة التي تشهدها ولاية الجزائر كل فصل شتاء مما يزيد الإقبال على غاز البوتان الذي يجلبونه من نقاط بيعه البعيدة عنهم ما يكبدهم مشقة التنقل إليها إلى جانب مصاريف النقل. وقال محدوثنا من سكان الأحواش بسيدي موسى، أنهم تلقوا وعودا عديدة بخصوص تدعيمهم بشبكة الغاز الطبيعي، إلاّ أن الأمر لا يزال على حاله، لتتواصل معاناة القاطنين الذين يتكبدون المشقة من أجل الحصول على قارورة غاز البوتان التي يجلبونها من مسافات بعيدة، خاصة في فصل الشتاء أين تزداد الحاجة لهذه المادة الحيوية. الإنارة العمومية مطلب السكان أبدى سكان أحواش بالبلدية قلقهم من مشكل اللاأمن، الذي أصبح يهدد ممتلكاتهم الشخصية يوميا بسبب انتشار ظاهرة الاعتداءات التي لم يسلم منها حتى كبار السن خصوصا في ساعات الصباح الأولى، أين يجد الكثير من المنحرفين في غياب الأمن فرصة مواتية ليعيثوا فسادا في المنطقة، والمساهمة في نشر مختلف الآفات الاجتماعية، بسبب انعدام الإنارة العمومية بأغلب الأحواش التابعة للبلدية. وأرجع بعض السكان سبب الانتشار الكبير للاعتداءات إلى النقص المسجل في الإنارة العمومية التي يطالبون بتوفيرها خاصة في فصل الشتاء، أين يجد قاطنو الأحواش صعوبة في التنقل، خصوصا في الفترتين الصباحية والمسائية، والتي تتزامن مع عودة التلاميذ والطلبة والعمال إلى سكناتهم. شباب الأحواش يعاني من الفراغ تحولت يوميات الشباب القاطن على مستوى الأحواش التابعة لسيدي موسى إلى روتين قاتل في ظل الغياب التام للمرافق الترفيهية والرياضية التي من شأنها الترفيه عنهم وملأ فراغهم خاصة أيام العطل، إذ غياب المرافق الموجهة لفائدة الشباب يدفع بالعديد منهم للتنقل إلى المناطق المجاورة من أجل ممارسة رياضتهم المفضلة. ومن جهة أخرى، طالب العديد من الأولياء السلطات المحلية بضرورة إنجاز فضاءات للعب خاصة بالأطفال، حيث أصبحوا لا يجدون أية أماكن للهو فيها، ويتجهون في كثير من الأحيان إلى أماكن رمي القمامة لقضاء الوقت، الواقع الذي يرجح إصابتهم بأمراض مستعصية مستقبلا خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ملف الأحواش مرهون بنتائج اللجنة المشتركة أكد والي العاصمة مؤخرا في دورته العادية الأخيرة، أن ملفات الأحواش على مستوى الولاية مرهون بنتائج اللجنة المشتركة بين وزارتي الفلاحة والتنمية الريفية والسكن والعمران والمدينة التي تم تنصيبها مؤخرا، مشيرا إلى أن أغلب الأوعية العقارية التي تتواجد بها الأحواش تابعة للمصالح الفلاحية أو أملاك الدولة وحتى الخواص، مما يتطلب دراسة دقيقة للملفات من أجل الوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف، خاصة أن المصالح الفلاحية ترفض التنازل عن الأراضي التابعة لها واتخاذ قرار نهائي بخصوص العائلات القاطنة بالأحواش يختلف من حوش لآخر حسب العقار المتواجد عليه. وإلى أن تنتهي اللجنة المكلفة بدراسة ملفات الأحواش على مستوى العاصمة، تبقى العائلات القاطنة بها تعاني في صمت في ظل حرمانها من التهيئة والمرافق وهي ترفع مطلب التهيئة إلى أن يتم ترحيلها.