يستعجل سكان الأحواش التابعة لبلدية أولاد شبل في العاصمة تسوية وضعيتهم الإدارية التي تسمح لهم بالتصرف بحرية في سكناتهم وإعادة بناءها، حيث عبر البعض منهم عن رفضهم للترحيل إلى شقق في العمارات مبررين ذلك بتعودهم على الحياة الفردية بالأحواش بعيدا عن الضجيج، فضلا عن رغبتهم في بناء فيلات على الأراضي التي أقاموا بها لسنوات طويلة. تضم بلدية أولاد شبل 6 أحواش تابعة لها إضافة إلى مستثمرات فلاحية ينتظر أصحابها منذ سنوات طويلة منحهم عقود الملكية، مبدين تمسكهم الكبير بالإقامة بأحواشهم رغم أن أغلبها يشترك في قاسم مشترك يتمثل في انعدام التهيئة والمرافق الضرورية بعد المؤسسات التعليمية عنها. نداءات المواطنين لم تأت بنتيجة قال القاطنون بأحواش بلدية أولاد شبل أنهم راسلوا السلطات المعنية مرات عديدة منذ سنوات طويلة للحصول على عقود الملكية التي تسمح لهم بإعادة بناء سكناتهم إلا أن كل هذا لم يأت بنتيجة، حيث أشاروا إلى تجاهل السلطات لمطالبهم المتكررة. وحسب محدثينا من سكان الأحواش فإن مصالح الدائرة تتنصل دائما من المسؤولية بحجة أن منح العقود من صلاحيات مديرية أملاك الدولة. هذا وقد راسل السكان المديرية المعنية من أجل التعجيل في منحهم الوثائق اللازمة إلا أنها لم ترد على طلبهم مثلما جاء على لسان البعض من القاطنين بالأحواش. الكتابة على مداخل الأحواش للفت انتباه المسؤولين "نريد حلا لمشكلتنا"، هي عبارات لجأ إلى كتابتها بعض سكان الأحواش بأولاد شبل على جدران سكناتهم للتعبير عن غضبهم اتجاه سياسة التهميش التي طالتهم منذ سنوات، جعلت مشاكلهم تتفاقم مع مرور السنوات ووصل الحد بالبعض إلى بناء بيوت قصديرية بالقرب من سكناتهم التي تعود للعهد الاستعماري في ظل أزمة السكن التي يعانون منها. وقال السكان أنهم منذ سنوات وهم يسمعون وعود بخصوص تسوية وضعيتهم سواء بالترحيل إلى شقق لائقة أو منحهم عقود الملكية لكن في الواقع لا شيء من تلك الوعود تجسد. سكنات توشك على الانهيار قال سكان أحواش توال علي ومقداس بن يوسف، أنهم يعيشون ظروفا صعبة داخل سكنات هشة تعود للحقبة الاستعمارية، مضيفين أن كل الأحواش التابعة للبلدية تشترك في نفس الوضعية، معبرين عن مخاوفهم من إقصائهم من الترحيل أو التسوية التي وعدت بها مصالح ولاية الجزائر منذ أشهر دون أن ترى النور. وأكد أحد السكان في اتصالهم بالجريدة أن سكناتهم مر على انجازها سنوات طويلة، حيث اضطرتهم الظروف لإنجازها ومع مرور الوقت أصبحت غير قادرة على الصمود أكثر بسبب عدة عوامل منها التغيرات المناخية والزلازل التي ضربت العاصمة في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى حدوث تشققات كبيرة بها، وهو الهاجس الذي جعلهم يعيشون جحيما حقيقيا، وأضاف محدثنا أن كل أشغال الترميم التي قاموا بها في سكناتهم لم تدم طويلا، إذ بمجرد مرور أشهر حتى تعود التشققات والتصدعات لتظهر من جديد. وحسب السكان الحل يكمن في الترحيل إلى سكنات لائقة أو الحصول على عقود الملكية من أجل إعادة بناء سكنات جديدة. التهيئة منعدمة بالأحواش قال سكان الأحواش التابعة لبلدية أولاد شبل الذين اتصلوا بالجريدة لنقل انشغالهم، أن التهيئة شبه منعدمة بأحيائهم، فالطرقات تفتقد للتزفيت خاصة تلك التي تربط بين السكنات، ما يجعل حركة التنقل بها صعبة في فصل الشتاء، وتتحول إلى مستنقعات للمياه الأمر الذي دفع بالسكان في الكثير من المرات إلى وضع الحصى على الأرضيات لتجنب تشكل البرك المائية. وأضاف السكان أن الأرصفة منعدمة بالطرقات المؤدية للأحواش فضلا عن نقائص أخرى جعلت الحياة بها صعبة. الأمراض تفتك بالسكان تحدث سكان حوش توال عن الرطوبة العالية التي أصبحت لا تطاق بسكناتهم لدرجة أنها تسببت في تعرض العديد منهم خاصة الأطفال وكبار السن إلى أمراض الحساسية والربو، وزاد من انتشار الأمراض بالأحواش الرمي العشوائي للنفايات التي أصبحت تتراكم بشكل ملفت للانتباه متسببة في تشويه المحيط وانبعاث روائح كريهة حتى في الفصل البارد، حيث ساعدت على جلب الحشرات والقطط والكلاب الضالة التي أصبحت تتجول يوميا بالمنطقة تبحث عن ما تأكله وسط النفايات التي تتأخر مصالح النظافة في رفعها. وذات المعاناة يعيشها هؤلاء مع مشكل نقص الإنارة الذي يعرضهم لاعتداءات وسرقات تمنع عليهم مغادرة بيوتهم ليلا. وقال السكان أن نقص الإنارة العمومية بالمسالك المؤدية للأحواش ضاعفت من مخاوف تلاميذ المدارس المزاولين دراستهم في الطورين المتوسط والثانوي، حيث يخرجون مبكرا ويتنقلون إلى مقر البلدية وسط الظلام، خاصة في الفترة الأخيرة حيث سجل حدوث أعطاب بأعمدة الإنارة. نقص في المرافق الضرورية يجد سكان الأحواش صعوبة في اقتناء حاجياتهم من مقر البلدية في ظل غياب المرافق التي يحتاجون إليها بمنطقتهم من سوق جواري يلبي احتياجاتهم وقاعات العلاج والمرافق الترفيهية التي جعلت الشباب يعاني من الفراغ ولم يجد هؤلاء من ملجأ سوى المقاهي أو الجلوس على حافة الطرقات والبعض يمارس رياضة كرة القدم بالطرقات. أمام الأطفال فيقضون أوقات فراغهم في الخارج في ظل غياب أماكن للترفيه واللعب. سكان الأحواش بأولاد شبل يشتكون عدة نقائص أرقت يومياتهم ورغم إيداعهم لملفات على المستوى البلدية بغية الاستفادة من الترحيل أو الحصول على عقود الملكية التي تسمح لهم بإعادة بناء سكناتهم إلا أنهم تلقوا سوى الوعود التي لم تجسد على الواقع، مشيرين إلى أن المنتخبين المحليين لا يزرونهم إلا في المواعيد الانتخابية.