انتقدت الترحيل الفوري للمهاجرين الأفارقة، منظمات حقوقية إسبانية : أكّدت منظمات حقوقية اسبانية أن المغرب ليس بلدا آمنا كونه ينتهك مبادئ حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين غير الشرعيين من خلال اعادة ترحيلهم ما يعرّض حياتهم الى الخطر. ونقلت تقارير إعلامية عن بالوما فابييريسي مديرة اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين، أنه سبق لعناصر الأمن الإسباني أن رحلت 119 مهاجرا سريا اجتازوا الجدار الأمني الشائك المحيط بمدينة سبتة شهر أوت الماضي، في إطار تطبيق اتفاقية الإعادة الفورية للمهاجرين غير الشرعيين الموقعة بين الرباط ومدريد سنة 1992. وأضافت بالوما في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء “أوروبا بريس”، أن هذا الإجراء لا ينبغي أن يكون وسيلة لمعالجة ملف الهجرة، مشيرة أن عمليّة إرجاع المهاجرين إلى المغرب تتم بشكل سريع، ليتم نقلهم فيما بعد على متن حافلات إلى مدن مغربية بعيدة. كما أشارت ذات الناشطة الحقوقية، أن المنظمة التي تترأسها تلقت اخطارات بحالات اعتقال واحتجاز في حق مهاجرين سواء بالمغرب أو إسبانيا. هذا وعبّرت تنظيمات حقوقية أخرى عن انزعاجها من إجراء الترحيل الفوري للمهاجرين الذين يدخلون تراب مدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين، حيث شددت كل من الشبكة الإسبانية لحقوق المهاجرين والمنظمة الإغاثية الكاثوليكية “كاريتاس”، النشيطتين في مجال المساعدات الإنسانية، على ضرورة استيفاء جميع الضمانات المتعلقة بإجراء الترحيل الفوري للمهاجرين، من خلال التعرّف على هوياتهم والتأكد من عدم وجود أطفال قاصرين. وقالت المنظمتان في بيانات سابقة أن “السلطات الأمنية الإسبانية ونظيرتها المغربية مطالبتان بالتحقق في الظروف الشخصية لكل مهاجر ووضعه الصحي، مع توفير إمكانية التقدم بطلب الحماية الدولية للراغبين في ذلك”، كما دعتا إلى ضرورة تخصيص مترجمين ومساعدين قانونين بغرض فهم حالة كل مهاجر قبل الشروع في عملية الترحيل. في ذات السياق، أضافت منظمة “كاريتاس” أن “الإعادة الفورية للمهاجرين تنتهك المادة رقم 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، كما طالب بعدم التسرّع في تنفيذ أوامر تسليم المهاجرين إلى السلطات المغربية المرابطة بالجانب الآخر للجدارين الأمنيين المحيطين بسبتة ومليلية، لأن ذلك يضع مستقبلهم وحياة أسرهم على المحك”. للتذكير، لقي مواطن افريقي حتفه وأصيب 19 آخرون خلال استخدام قوات مغربية للقوة من أجل منع 300 مهاجر من اجتياز منطقة مليلية الإسبانية انطلاقا من مدينة الناظور شمال المغرب.