لا يوجد من لا يريد أن يكون بيته كامل التجهيز وبأفخم الأثاث لاسيما أن محلات بيع الأثاث صارت تعرض مختلف قطع الأثاث المحلية وحتى المستوردة من خلال أنواع وموديلات تلبي مختلف الأذواق، إلا أن الأسعار ليست دائما في متناول الجميع. »السلام اليوم« في جولة قادتها إلى بعض أسواق بيع الأثاث على غرار أسواق عين النعجة، براقي، الرويسو، وقفت على أسعار الأثاث المحلي، فسعر خزانة بسيطة من نوع الخشب الأبيض لا تقل عن ثلاثة ملايين سنتيم، أما غرفة نوم كاملة فلا تقل عن 10 ملايين سنتيم والتي يؤكد بعض من استعملها أنها لا تصلح لمدة طويلة قبل أن تظهر عيوبها لاسيما إذا ما وضعت في مكان تكثر فيه الرطوبة، أما الأثاث المستورد، فحدث ولا حرج، أين يفوق سعر غرفة نوم 25 إلى 30 مليون سنتيم، أما عن أثاث غرفة الاستقبال فالأرائك لوحدها فقط تفوق مبلغ 20 مليونا، وخزانة تفوق 30 مليون سنتيم، لتزيد عن هذا حسب بلد الصنع، أين تعمل الكثير من المحلات على استيراد الأثاث من مصر، ماليزيا وإيطاليا. هذا ويشهد الأثاث المستورد إقبالا كبيرا مقارنة مع الإنتاج المحلي، والسبب في ذلك هو الأشكال التي تزين الأثاث المستورد، ما أثار إعجاب الناس به، وهو ما يميزه عن الأثاث المحلي الذي لازال يتميز ببساطة أشكاله. أما عن أكثر الزبائن إقبالا على محلات بيع الأثاث، فقد أكد أغلب التجار أنهم من الطبقة المتوسطة أو الغنية، أين يكون كل من الرجل والمرأة عاملين وحتى من العرسان الجدد، وعن هذا تعلق «سمية» قائلة: «إن أصعب عملية يمكن أن تواجهك بعد كراء منزل هو تأثيثه، إضافة إلى مختلف الأجهزة الكهرومنزلية ذات الأولوية من حيث الاستعمال، ما جعل الكثير من الناس لا يستطيعون اقتناءها أمام عدم قدرتهم على توفير الضروريات من الأثاث، فسعر سرير خشبي لمكان واحد صار يتجاوز المليون سنتيم». وخلال استطلاعنا لآراء بعض المواطنين أكد الأغلبية أن تأثيث البيت لم يعد في متناول الجميع لاسيما بعد أن تم إلغاء القروض الاستهلاكية التي كانت تساعد في عملية تجهيز البيت، فيما يرى البعض أن تجارة الأثاث عرفت تغيرا كبيرا من حيث عدد الزبائن مقارنة عما كانت عليه في السابق، وهو ما تؤكده «فتيحة» التي تقول أن الكثير من الأسر كان باستطاعتها أن تغير أثاث البيت من فترة إلى أخرى، أما الآن فالأمر يكاد يكون من المستحيلات، وفي نفس السياق تتحدث «مونية» ل»السلام اليوم» فتقول: «إن الراتب القاعدي للمواطن البسيط بالكاد يكفي لتوفير ضروريات الحياة، فما بالك إذا تعلق الأمر بشراء الأثاث»، وهو نفس ما أكده أحد تجار الأثاث الذي قال أن أغلب الزبائن هم من العرسان الجدد، والذين عادة ما يبحثون عن غرف نوم جاهزة وبأقل الأثمان. أما الزبائن من النوع الخاص، فيقول عنهم أن عددهم قليل، وعادة ما يسعون لتغيير أثاث بيوتهم من خلال أجود أنواع الأثاث والتحف، ولا يقتصر على قطعة واحدة، فأحيانا يأتي زبائن يقتنون غرف نوم كاملة، إضافة لأثاث غرفة الاستقبال ومختلف أنواع الإكسسوارات المنزلية ولا يهمهم الثمن في أغلب الأحيان، فالمهم أن يحصلوا على أجمل ديكور في بيوتهم على حد قول ذات المتحدث. أما بخصوص الأسعار، فقد اعترف العديد من أصحاب محلات بيع الأثاث المنزلي وحتى المكتبي بكونها عرفت ارتفاعا كبيرا، وأهم أسباب هذا الارتفاع الفاحش هي المشاكل التي صارت تقف حجر عثرة في تجارة الخشب، وفي هذا الجانب يقول «محمد» بائع أثاث: «إن غلاء الأسعار يعود إلى أهم مادة أولية مستعملة في إنجاز الأثاث الجاهز وهو الخشب، حيث زادت أسعاره».