يواجه رئيس جبهة العدالة والتنمية انتقادات متزايدة لطريقة تسييره الحزب واختيار مرشحي القوائم، ونمط أدائه السياسي والحزبي بصفة عامة، لدرجة الطعن في مصداقية بعض قوائمه الانتخابية، وتهديده من طرف القواعد النضالية والمواطنين ببعض الولايات بإفساد عرسه الانتخابي فيها في إطار خرجات الحملة الانتخابية. ازدادت متاعب رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله الذي عاد لمعترك العمل الحزبي بعد طول غياب بحركة تقويمية تفجرت ساعات قليلة بعد انعقاد المؤتمر التأسيسي لحزبه (جبهة العدالة والتنمية) يوم 10 فيفري الماضي، وطعنت من اليوم الأول في طريقة انعقاد المؤتمر. وتوالت عثرات جاب الله، بما لاقاه من انتقادات في اختيار قيادات الحزب المركزية والمقربة منه، ومتصدري قوائمه الانتخابية، على غرار اختياره محاميه في صراعه السابق مع تقويمية حركة الإصلاح مرشحا على رأس قائمة الحزب بولاية الجزائر العاصمة، وعلى كفاءة الرجل من حيث أنه محام، إلا أن عدم توفره على رصيد حزبي وسياسي بالتنظيمات التي تعاقب عليها جاب الله ومن حوله من القيادات المحسوبة على التيارات الإسلامية، جعله محل انتقاد القواعد النضالية. ويلقى جاب الله انتقادا حتى في الولايات التي كانت إلى وقت قريب تعد معقلا لقواعده الانتخابية، على غرار ولاية سكيكدة (مسقط رأسه) التي أصبح وعاؤه النضالي بها على كف عفريت وتنازعه في الحضور والتمثيل الحزبي تشكيلات ناشئة، من المرجح أن تسرق منه عددا معتبرا من المقاعد المخصصة للولاية في البرلمان القادم. ومن دلالات، تراجع شعبية جاب الله، ما حدث له السبت الماضي بالأغواط، أين اضطر لإلغاء تجمع شعبي له بالولاية، لأسباب قالت عنها قيادة الحزب إنها شخصية بينما أرجعتها مصادر لتلقيه تهديدات من طرف غاضبين من أدائه السياسي بالاعتداء عليه وإفساد حملته بالولاية، حيث كان في انتظاره مجموعة من الغاضبين عليه للتربص به والاعتداء، الشيء الذي جعل جهات من الولاية تخبره بالأمر وتطلب منه إلغاء تجمعه والعودة من حيث أتي.