تعرف هياكل حزب جبهة العدالة والتنمية المعتمد حديثا بقيادة الشيخ عبد الله جاب الله حالة غليان بسبب قوائم الترشيح للانتخابات التشريعية القادمة، حيث ظهر جليا وجود صراع بين من يعرفون بالصقور وهم رجال جاب الله الأوفياء والمنضمون الجدد للحزب الذين يشعرون بأنهم مناضلون من الدرجة الثانية. وذكرت مصادر مطلعة أن عددا من أعضاء مجلس الشورى غير الراضين عن طريقة ضبط قوائم الانتخابات قدموا استقالاتهم ونفس الشيء بالنسبة لإطارات في المكاتب الولائية، احتجاجا منهم على ما وصفوه عمليات إقصاء ممنهجة ولا تستند إلى معايير موضوعية في عملية إعداد القوائم . وشرع المكتب التنفيذي لجبهة العدالة والتنمية أول أمس في دراسة ملفات الترشح التي رفعت من قبل المكاتب الولائية، وتزامنت العملية مع تصاعد حدة الانتقادات داخل هياكل الحزب الفتي بشأن طريقة إعداد هذه القوائم. ويواجه الشيخ جاب الله امتحانا عسيرا هذه المرة لإبطال مفعول هذا الفتيل المتصاعد من القواعد وخاصة على مستوى العاصمة، أين يعرف مكتب الحزب صراعا حادا بين من يسمون بالصقور أو قدامى المناضلين مع جاب الله منذ عهد النهضة والإصلاح والمنخرطين الجدد في صفوف جبهة العدالة حول الأحق بالترشح لهذا الموعد. ورغم أن جاب الله أعرب عن إمكانية قيادة قائمة الحزب بالعاصمة، إلا أن هذا الإعلان لم يخفف من حدة موجة استياء لدى مناضلين يرون أن معايير الكفاءة وغيرها لم تحترم في عمليات إعداد القوائم، استنادا إلى تضمينات رئيس الجبهة في وقت سابق بأن الحزب الجديد مفتوح لكل الجزائريين وأن المعيار الوحيد هو الكفاءة في تبوؤ المناصب القيادية. وحسب مصادر مقربة من الحركة فإن أهم قضية تحرك موجة الاستياء لدى شريحة من المناضلين هو وجود صراع بين تيارين داخل الجبهة يتنازعان النفوذ الأول من يوصفون بالصقور الذين يعدون رفقاء نضال مع الشيخ جاب الله منذ حقبة التسعينيات ويستأثرون بثقة الشيخ الذي جمع كافة الصلاحيات بيده، أما التيار الثاني فهم مجموعة من المناضلين وأغلبهم من الكفاءات انخرطوا في الجبهة مع إطلاق المشروع والذين أصبحوا يشعرون بأنهم مناضلين من الدرجة الثانية وكلامهم غير مسموع في هياكل الحزب الجديد. ومن شأن هذا الصراع الخفي أن يؤثر على حظوظ الجبهة في الاقتراع القادم إن لم يسارع الشيخ جاب الله الذي يجمع أغلب الصلاحيات في يده لإطفاء فتيل الأزمة الداخلية والخروج منها بأخف الأضرار.