انتقدت أمس الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون بلغة شديدة اللهجة خلال تجمع شعبي ببسكرة، النظام الرأسمالي القائم على احتكار فئة من أرباب العمل لأرزاق الآلاف من العمال، وعلى أساس الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج الكبرى يسعى إلى تحقيق الربح لفئة أرباب العمل، وهي أقلية على حساب جهد وقوت العمال الذين يُعتبرون فئات عريضة وقعت ضحية لهذا النظام. واعتبرت المتحدثة أنّ النظام الرأسمالي يتخبط حاليا في أزمة غير مسبوقة في أوروبا التي تعتبر مهدا له وفي أمريكا وفي كل دول العالم. وقالت بأن الجزائر نجت من تبعات وسلبيات الرأسمالية التي بدأت تتهاوى بقوة وبعنف منذ سنة 2008، مُرجعة ذلك إلى محافظة الدولة على تأميم البترول والغاز الذين يوفران الموارد المالية والثروات. وبفضل ريع البترول والغاز قالت حنون بأنّ السلطات استطاعت دعم قطاعي الصناعة والزراعة، وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، وشرعت في إعادة إعمار الجزائر التي دمرها الإرهاب الهمجي. ورافعت لويزة حنون مُطوّلا لتحقيق المزيد من المكاسب الاجتماعية للعمال، وقالت بأنّ حزبها معروف بتوجّهه الاشتراكي الأصيل وبوقوفه الدائم إلى جانب العمال ودفاعه عن مطالبهم الاجتماعية، مؤكدة أن حزب العمال كان ولا يزال دائما معارضا لتوجه الدولة نحو تطبيق مبادئ وأسس النظام الرأسمالي. وبخصوص الاقتصاد الوطني قالت حنون بأن حزب العمال يفتخر بكون الجزائر احتفظت رغم التوجه الرأسمالي المعلن بالملكية العمومية للمؤسسات الكبرى على غرار البنوك ومؤسسات التأمين، ودعت في هذا الإطار إلى الحفاظ على هذه المكاسب وتدعيمها بمكاسب جديدة منها التأكيد على ضرورة استرجاع كافة المؤسسات الوطنية التي مستها عمليات الخوصصة، مؤكدة رفض حزبها المطلق لكافة أوجه الشراكة مع الأجانب، معتبرة أن الشراكة الأجنبية التي تتجاوز نسبة 49 بالمائة هي سرقة مفضوحة للمال العام. وحيّت حنون بمناسبة تواجدها ببسكرة عمال مؤسسة صناعة الكوابل «اينيكاب»، ووعدتهم بأن حزب العمال سيدافع بقوة من أجل عودة هذه المؤسسة للقطاع الاقتصادي العمومي، بدل الشراكة مع الأجانب التي استنزفت مجهودات العمال وأضرت بهم كما قالت.واعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال أنّ التصويت لصالح قوائم حزبها يوم 10 ماي القادم هو تزكية لخط المحافظة على المكاسب الاقتصادية والاجتماعية بالجزائر، وأنّ عكس ذلك يعني حسب حنون غرق الجزائر في الفوضى والهمجية مثل ما يحدث حاليا في اليونان كما قالت.