استهلت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون كلمتها في التجمع الشعبي الذي عقدته بقاعة سيدي عبدون ببسكرة، بدقيقة صمت ترحما على روح عيسات إيدير وكل مناضلي الحزب. لتتطرق بعدها إلى الأزمة غير المسبوقة التي يتخبط فيها النظام الرأس مالي المبني على تحقيق المصالح والأرباح، للأقلية على حساب المستضعفين والبطالين، وقالت الأمينة العامة في هذا الصدد بأن »أوروبا تعاني من حرب اجتماعية وإسقاطات هذا النظام على كل الدول«، لتؤكد بعدها »أن الجزائر نجت جزئيا من الأزمة التي يعاني من هذا النظام في العالم«، وفي هذا السياق قالت بان سبب خروج الجزائر سالمة من هذه الأزمة، إنما مرده إلى جملة من المكاسب قالت لويزة أن الحزب حققها »أننا استطعنا الحفاظ على تأميم المحروقات« لأنه »يوفر لنا ما ندعم به القدرة الشرائية للمواطن، وإعادة إعمار البلاد من خلال توفير المواد الأولية لدعم الصناعة والفلاحة« كل هذه المكاسب وغيرها، تأتي كما تقول لويزة حنون، بعد معاناة الجزائر من سنوات الإرهاب. وأضافت السيدة الأولى للحزب بأنها فخورة بما حققته، لأنها ناضلت من أجل عدم خوصصة البنوك والمؤسسات العمومية وعدم إلغاء تأميم المحروقات، وما قامت به الدولة »في 2009 وضع قانون المالية التكميلي، لتصحيح التوجه الاقتصادي ولو جزئيا، من تصحير صندوق النقد الدولي«. كما أشارت إلى استعادة الجزائر لسيادة قرارها الاقتصادي، وأن ما تتمتع به اليوم من بحبوحة مالية، جعل القوى الكبرى تمارس عليها ضغوطات، حيث ذكرت بما يطالب به صندوق النقد الدولي الحكومة الجزائرية بقرضه احتياطي الصرف المقدر ب 200 مليار دولار. وأكدت الأمينة العامة لحزب العمال في دعوتها إلى القطيعة مع كل السياسات التي فرضت على الجزائر يوم المأساة، بالحفاظ على المكاسب المحققة في الجانبين الاجتماعي والاقتصادي، وقالت بأن حزب العمال هو الحزب الوحيد القادر على الوصول بالجزائر إلى بر الأمان. ثم عرجت السيد لويزة حنون على »الرهان الجوهري« الذي ينتظر الجزائريين يوم العاشر ماي، وقالت بأنه رهان على امن البلد وحفاظا عليه من إسقاطات النظام الرأس مالي، هو في نفس الوقت تقول لويزة حنون إجابة للوزير تمار الذي وحسب قولها »يدرس كيفية إجابة صندوق النقد الدولي« على مطلبه. وعن الجانب الأمني قالت الأمينة العامة للحزب بان هناك من يحاول العبث بأمن البلاد عن طريق إدخال السلاح وتسلل المجموعات الإرهابية إلى داخل الأراضي الوطنية، وشددت على تقوية مناعته بتجفيف منابع المشاكل الاجتماعية وتأكيد مساعي المصالحة الوطنية والتكفل بالملفات العالقة وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والحريات، »فبهذا تنزع كل الذرائع التي توظف من أجل التحرشات الأجنبية«. وتجنب الجزائر التقسيم الذي وصلت إليه كل من السودان ومالي. واعتبرت أن هذا الاقتراع هو »أول اقتراع يجرى في ظل ظروف آمنة« وانه أيضا يتزامن مع الذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب.