حذر مختصون في الزراعة والبيئة من خطر التصحر الزاحف من الجنوب نحو الشمال، معتبرين الجهود المبذولة من طرف الدولة لا ترقى لمستوى القدرة على محاصرة الظاهرة وحماية ولايات الشمال والمناطق الفلاحية السهبية من الظاهرة التي تشكل مصدر تهديد للغطاء النباتي في 23 ولاية يعيش فيها نحو 7 ملايين نسمة ونحو 18 مليون رأس غنم. قدر المستشار بوزارة الفلاحة أحمد ملحة حجم الأراضي المهددة بالتصحر ب 32 ألف هكتار معظمها أراض فلاحية بمنطقة السهوب، حيث يعيش نحو 7 ملايين جزائري وما يربو عن 18 مليون رأس غنم. وقال ملحة في تصريح له أمس على هامش المشاركة في دورة تكوينية دولية حول التصحر بالمعهد الفلاحي بولاية الجلفة، أن «التصحر» أضحى «المشكلة الرئيسية» التي تلقي بظلالها على قطاع الفلاحة، مشيرا إلى أن الظاهرة من أثقل الملفات الموجودة على مستوى مديرية الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر والبيئة والتنمية المستدامة. وأضاف أن أرقام الهيئة التنفيذية لاتفاقية مكافحة التصحر تشير إلى أن 1,3 مليار شخص متضرر من التصحر عبر المعمورة، ما دفع بالهيئات الأممية المعنية إلى وضع مخطط مكافحة استعجالي يمتد إلى غاية 2030 ويهدف إلى استصلاح 120 مليون هكتار أي ما يعادل 40 بالمائة من الأراضي المتصحرة. وتجري بولاية الجلفة منذ الثلاثاء الماضي وإلى غاية اليوم الخميس نفسه، أشغال ورشة تكوينية لفائدة 15 صحفيا متخصصا في التصحر وقضايا البيئة من عدة دول إفريقية ومغاربية بينها الجزائر، بإشراف المدير التنفيذي للاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر وحماية البيئة والتنمية المستدامة «لوك غامكا جال» بمشاركة مختلف المصالح والدوائر الوزارية الجزائري المعنية في إطار التحضيرات الجارية لمؤتمر (ريو +20) الذي سينعقد ب»ريو ديجانيرو» في الفترة الممتدة من 14 إلى 20 جوان الداخل.