فجرت صحيفة الكنار أونشيني الفرنسية أمس، قنبلة خطيرة، حين أكّدت تورط قطر في تعفن الوضع بمنطقة الساحل، ونقلت عن مصادر استخباراتية قولها وجود دعم من الدوحة لحركة الأزواد الإنفصالية، وكذا الجماعات الإسلامية المتشددة بالمنطقة، فضلا عن مفاوضات مع شركة توتال الفرنسية للتنقيب عن النفط بالمنطقة. كشفت أسبوعية الكنار أنشيني في عددها الأخير وجود مفاوضات بين قطر وشركة «توتال» النفطية الفرنسية للتنقيب عن البترول بمنطقة الساحل دعما لمخطط مشبوه تقوم به في المنطقة، وأوضحت الصحيفة أنّ وزير الدفاع الفرنسي الجديد جان إيف لو دريان مطلّع على تورّط قطر، كما أسر به أحد كبار ضباط الأركان الفرنسيين، في «استيلاء» حركات جهادية على شمال مالي. وأفاد جهاز «الاستخبارات العسكرية» الفرنسي أنّ ثوار «الحركة الوطنية لتحرير الأزواد» و»القاعدة في المغرب الإسلامي و»الجهاد في غرب إفريقيا» حصلوا على دعم مالي من قطر، ومن الواضح – حسب الجهاز المذكور - أنّ خطف الأجانب، وتهريب المخدرات والسجائر لا يكفي لسدّ حاجات المجموعات الجهادية المبذّرة! وأشارت الصحيفة أن الدبلوماسية الفرنسية تدرك أن دول غرب إفريقيا لا تملك القدرة العسكرية للتدخّل في مالي ولاستعادة مدن وصحاري شمالي البلاد. وأن «دولة مالي»، في الجنوب، «لم تعد موجودة فعلاً، والحرب الأهلية على الأبواب». ويتطلع الجميع حسبها نحو الجزائر لأن جيشها هو الوحيد القادر على اجتياز حدود شمال مالي، التي يبلغ طولها 1300 كيلومتر، وتصفية الجهاديين بالمنطقة. وتسيطر حركة تحرير الأزواد وجماعة أنصار الدين إلى جانب فرع القاعدة بالمغرب الإسلامي على شمال مالي منذ مارس الماضي تاريخ الانقلاب في مالي العسكري في باماكو، وأعلنت حركة الأزواد انفصال إقليم الشمال رغم موجة رفض دولية. وسبق للصحيفة الفرنسية المشهورة الكنار أنشيني أن كشفت قبل ثلاثة أشهر، عن اتهامات وجّهتها أجهزة الاستخبارات الفرنسية لإمارة قطر ودورها في نشوء «ملاذ جديد للإرهاب»، وحسب نفس المصدر فإنّ جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي («دي جي إس أو») رفع مطلع السنة الحالية، عدة مذكرات لقصر «الإليزيه» محذرا من «النشاطات الدولية» لإمارة قطر. من جهة أخرى، أكّد ضباط في جهاز «الإستخبارات العسكرية» أنّ سخاء قطر لا يُضاهي، وأنّ هذه الدولة لم تكتفِ بالدعم المالي بل قامت في حالات معينة، بتوفير السلاح لثوار تونس ومصر وليبيا.