اعترفت باريس بصعوبة مواجهة الخطر القادم من مالي ، و ذلك نتيجة ميلاد جماعات مسلحة في الشمال ،في وقت تضاعفت فيه عملية الاتجار بالسلاح من قبل جماعات تعمل بالتنسيق مع تنظيمات ارهابية. و وفق ما جاء في جريدة "الكنار أنشينيه" فان الدبلوماسية الفرنسية ، على دراية تامة من أن دول غرب إفريقيا لا تملك القدرة العسكرية للتدخّل في مالي ولاستعادة مدن وصحاري شمالي البلاد. وأن "دولة مالي"، في الجنوب، "لم تعد موجودة فعلاً، أضف الى ذلك الحرب الأهلية على الأبواب". و أضافت الكنار أنشينيه" ان الجميع يتطلع نحو الجزائر ، لا سيما و أن جيشها هو الوحيد القادر على اجتياز حدود شمال مالي، التي يبلغ طولها 1300 كيلومتر، وتصفية الارهابيين.و أشارت إلى أن هؤلاء خطفوا 7 دبلوماسيين جزائريين في "غاو" وما زالوا يحتفظون بهم، وقبل ذلك، كانوا قد خطفوا 6 رهائن فرنسيين و7 من مواطني دول أخرى، لاستخدامهم كدرع يقيهم أخطار التدخل العسكري الدولي. خاصة و أن قوتهم العسكرية محدودة- "فالجهاد يون" وحلفاؤهم لا يتجاوزون 1500 شخص. على صعيد اخر، كشفت الجريدة الفرنسية خبر المفاوضات السرية بين قطر وشركة "توتال" النفطية الفرنسية لاستغلال النفط الذي يمكن العثور عليه في منطقة "الساحل" الإفريقية ، " فوزير الدفاع الفرنسي الجديد، "جان إيف لو دريان"، لا يجهل الوضع السيئ في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كما أنه مطلع على تورّط "صديقنا القطري"، كما يسمّيه أحد كبار ضباط الأركان الفرنسيين، في "استيلاء" جماعات ارهابية على شمال مالي. حيث سبق ل"الكنار أنشينيه" أن كشفت، في عدد 26 مارس، عن الاتهامات التي توجّهها أجهزة الاستخبارات الفرنسية لإمارة قطر ودورها في نشوء "ملاذ جديد للإرهاب". ويفيد جهاز "الاستخبارات العسكرية" -"دي إر إم"- الفرنسي أن ثوار "الحركة الوطنية لتحرير الأزواد" و التنظيمات الإرهابية ، حصلوا على دعم مالي من قطر، إذ أنه من الواضح أن خطف الأجانب، وتهريب المخدرات والسجائر لا يكفي لسدّ حاجات المجموعات الإرهابية .