تطورت الأحداث بمركب أرسيلور ميتال عنابة أمس بشكل مثير، إثر تجدد المشادات والاشتباكات العنيفة بين أنصار النائب البرلماني السابق عيسى منادي ومناصري إسماعيل قوادرية الأمين العام لنقابة العمال، فيما شرع وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار الابتدائية في توجيه استدعاءات المثول للمشتبه فيهم بإثارة الشغب والاعتداء على العمال، بينما راسلت المديرية العامة الحكومة الجزائرية لإخطارها بالوضعية التي «لا تبعث على الارتياح ولا تشجع على تحقيق أهداف مخطط الاستثمارات الكبرى بالمؤسسة». نقل مصدر مسؤول بمركب أرسيلور ميتال عنابة ل»السلام» أن المدير العام أبرق أمس برسالة حملت طابع الاستعجالية إلى الحكومة عبر وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، يطلب فيها «الحماية للعمال والطاقم الأجنبي المسير بعد تلقيه تهديدات بالتصفية أوالطرد من مركب الحديد والصلب بالجزائر». وتابع المصدر المطلع على خبايا مركب الحجار والشراكة الجزائرية الأجنبية، أن المدير العام لأرسيلور ميتال جو كازادي حرّك بالموازاة مع ذلك دعوى قضائية ضد النائب المنتهية مهامه عيسى منادي بتهمة «التهديد بالتصفية أو الطرد من المركب، وكذا إثارة الشغب والقيام بأعمال عنف وزعزعة استقرار المؤسسة والتشويش والاعتداء على أعوان وعمال أثناء تأدية مهامهم». وأفاد المصدر المقرب من دائرة صنع القرار بعملاق الحديد والصلب بإفريقيا، أن المسؤول الأجنبي أبلغ سفارة بلاده بهذه الوضعية حتى تتدخل حسبه - على مستوى السلطات والقنوات الرسمية. ونقل عن منادي أنه هدد وتوعد ب»طرد المستثمرين الأجانب من مجمع الحجار وتحريره من الاستعمار»، وهي التهديدات التي حملها المدير العام لأرسيلور ميتال محمل الجد. قوادرية ل»السلام»: مقاولون دفعوا أموالا لأنصار اتحاد عنابة مقابل اقتحام المركب وإلى ذلك، شدد الأمين العام لنقابة العمال إسماعيل قوادرية في اتصال هاتفي مع «السلام»، أن مشادات عنيفة وقعت طيلة اليومين المنصرمين، وتسبب فيها «بلطجية ومسبوقون قضائيا وعشرات المشجعين لفريق اتحاد عنابة من المعروف عنهم القيام بأعمال عنف وشغب في الملاعب»، وأضاف قوادرية أن عيسى منادي ألقى «خطبة مشحونة أمام البوابة الرئيسة للمركب ثم خطبة مماثلة بوسط المؤسسة بعد تنفيذه عملية اقتحام لها، يطلب فيها الدعم ويقدم وعودا للشباب الذي استأجره، تخص إدماجهم في قطاع الشغل بأرسيلور ميتال»، ولم يخف المتحدث أن «عيسى منادي استمال بعض العمال المعاقبين إداريا بسبب عدم انضباطهم لما وعدهم برفع العقوبات الإدارية المسلطة عليهم». وألقى الأمين العام لنقابة أرسيلور ميتال قنبلة ثقيلة مفادها أن «عيسى منادي كان أمس مرفوقا بمقاولين وأصحاب شركات مناولة تعودت على التهام أموال مجمع الحجار، «وأضاف» لقد سجلتهم كاميرا المراقبة وهم بالجهة المقابلة للبوابة الرئيسة يتابعون ما يجري ويحرضون الشباب على العنف ويعدونهم بدفع أموال مقابل ذلك». ودعا قوادرية مصالح الأمن الوطني إلى التحقيق مع «الذين يشترون ذمم الشباب ويزجون بهم في صراعات دامية، كاشفا النقاب أنه سيقدم الأدلة والبيانات اللازمة لإثبات تورط مقاولين ورجال أعمال محسوبين على محيط عيسى منادي، في معاملات مشبوهة وصفقات مخالفة للتشريعات المعمول بها. متحدث باسم تيار منادي ل»السلام»: قوادرية انتهى عهده ومنادي وحده يرد الاعتبار للعمال ومن جهته، قال مصدر مقرب من عيسى منادي إن الأمين العام السابق للنقابة أقدم أمس على عقد جمعية عامة استثنائية أعلن بموجبها «حل المكتب التنفيذي الحالي لافتقاده الشرعية القانونية بعد استقالة أغلبية أعضائه». وأفاد المصدر نفسه «إن عيسى منادي صار الآن الناطق باسم عمال المركب في انتظار عقد جمعية عامة توزع فيها المهام على الأعضاء الجديد»، وتابع «وبموجب ذلك فإن عهد إسماعيل قوادرية على رأس النقابة قد انتهى». وردا على ذلك قال قوادرية «إن ما يشاع مجرد شطحات تعودنا عليها من طرف المدعو منادي وهي لا تزعجني إطلاقا لأنه صار يفتقد لأية صفة تربطه بالمؤسسة، باعتباره أحيل على التقاعد حين بلغت سنه 60 عاما». وشدد المتحدث لهجته «سأريكم قريبا جدا من هو عيسى منادي حين يقذف به في السجن». وهدد إسماعيل قوادرية باستعراض عضلات «تيار الشرعية إذا لم تتحرك السلطات الأمنية والإدارية لوضع النائب السابق عند حده»، وأضاف «إننا قد نضطر إلى تنظيم مسيرة 7000 عامل تنطلق من الحجار وتتجه نحو مدينة عنابة على مسافة حوالي 20 كم ل»حماية العمال والاستثمارات بمركب أرسيلور ميتال من سلطة منادي التي يهددنا بها».