رد البرلماني والأمين العام لنقابة الحجار السابق، عيسى منادي، صباح أمس، على قرار الإدارة الفرنسية بمنعه من الدخول لمركب أرسيلور ميتال، بشنه عملية اقتحام تم خلالها استخدام القوة لكسر أقفال البوابة والتوجه مرفوقا بعشرات من المناصرين إلى ساحة المركب، متحديا بذلك الإدارة الفرنسية والعدالة التي منعته من دخول المركب على خلفية الشكاوى الصادرة في حقه وحق 17 عاملا آخر، بخصوص إثارة البلبلة والتشويش في هذا الأخير، علما أنه كان قد أعلن عن مباشرة إضراب مفتوح عن الطعام تنديدا بالممارسات المتبعة ضده. صرح منادي ل"الفجر" بأن أطبائه حذروه من مغبة الامتناع عن الأكل والشرب لأكثر من 5 أيام، غير أنه "مستعد للموت من أجل الحجار"، مؤكدا شرعية مطالبته بالعودة للالتحاق بمنصب عمله، القرار الذي رفضته الإدارة الفرنسية وكان وراء اشتعال نيران الاحتجاجات في المركب، والتي زاد من وهجها الصراع النقابي من أجل الزعامة التي تركها إسماعيل قوادرية لنائبه مراد بن ضيف الله. وموازاة مع قرار منادي شن إضراب مفتوح عن الطعام، يقوم 17 عاملا، محسوبون من أنصاره، صدر في حقهم قرار قانوني بالفصل من مناصب عملهم لتورطهم في إثارة أعمال شغب داخل المركب، بجولات ماراطونية لدى الإدارة الفرنسية من أجل الموافقة على مطلب الصلح، منعا لتنفيذ قرارات الطرد في حقهم، علما أن المدير العام "جو كزادي" رفقة "فريديرك بايل" مدير الموارد البشرية غادرا الجزائر إلى فرنسا في عطلة عارضة، ما من شأنه تعقيد وضعية هؤلاء العمال الذين وجدوا أنفسهم يدفعون ثمن الارتماء في أحضان النقابي عيسى منادي، بعدما غاب الأمين العام للاتحاد الولائي للعمال الجزائريين، الطيب حمارنية، المتواجد حاليا في مهمة هو الآخر بجنيف في سويسرا. وأمام تجاهل الإدارة الفرنسية للزوبعة النقابية التي أثارها عيسى منادي رفقة أنصاره، وإدارة الاتحاد الولائي للعمال الجزائريين ظهره للوضعية غير المستقرة التي يتخبط فيها الحجار، يبذل عمال المركب قصارى جهدهم لرفع الإنتاج الذي قفز من 1070 طن يوميا إلى 2700 طن سعيا للحصول على الزيادات المرجوة من ذلك، ما يشكل أكثر النقاط الإيجابية التي لم ترتبط باصراع النقابي ولا بالزعامات التي تعتبر الأزمة المزمنة لأرسيلور ميتال منذ قرابة 10 سنوات كاملة.