شكّل ظهور نبتة خطيرة بالمساحات الفلاحية في منطقة "المدرق" التابعة لبلدية الحاجب غرب مدينة بسكرة، حالة استنفار لدى فلاحي المنطقة خلال الأيام الأخيرة الذين رفعوا نداءات استغاثة للمصالح الفلاحية المختصة والوصية، بالتدخل لتشخيص طبيعة النبتة ومدى خطورتها خاصة مع تزايد نموها وانتشارها بشكل متزايد حول واحات النخيل والأشجار المثمرة. أعرب عدد من فلاحي المنطقة قلقهم المتزايد من انتشار هذه النبتة التي فتكت بعشرات الأشجار المثمرة داخل وخارج البيوت البلاستيكية، وتسببت في إلحاق خسائر جسيمة على الفلاحين بالمنطقة المذكورة، حيث أكد أحد الفلاحين ممن زحفت النبتة على بساتينه إتلاف ما يقارب 150 نخلة صغيرة تعرضت جميعها للإتلاف والموت البطيء، الأمر الذي جعل الفلاح المتضرر يسارع لتبليغ الجهات الوصية بتعجيل التدخل لوقف زحف هذه النبتة السامة على باقي المساحات الفلاحية التي تنتشر بالمنطقة على نطاق واسع. وأكد المتحدث أن النبتة الخطيرة تعد ظاهرة غير مسبوقة رغم قضائه لعقود في مجال الفلاحة، موضحا في الشأن ذاته أن زحف الكائن الطبيعي امتد ليشمل عشرات الهكتارات من البساتين والمناطق الفلاحية بالجهة، وأوضح المتحدث أن النبتة محل الاستنفار الشديد ظهرت في بساتين منطقة سيدي خالد أقصى غرب مدينة بسكرة. كما أبدى الفلاح المتضرر قلقه من سرعة استفحال توسع النبتة، مؤكدا أن جميع أساليب مكافحتها باءت بالفشل في ظل انتشارها السريع عبر المحميات والمناطق الزراعية بإقليم منطقة الحاجب، مؤكدا أن خطورتها كشفه نفور قطعان الماشية من أكلها، مما ضاعف من حدة القلق لدى الفلاحين حول خطورتها على الأشجار المثمرة والحيوانات على حد سواء. ووصف المتحدث النبتة الخطيرة بالمجهولة يمكن أن يصل طولها إلى حدود المتر الواحد تفرز أزهارا بنفسجية لتتحول بعدها إلى ثمار مستديرة صفراء اللون، موضحا أن مقاومتها شاقة ومتعبة كونها تنمو طبيعيا دون حاجتها للسقي مع إمكانية ظهورها في مساحات مترامية ومتقاربة في الآن ذاته وتتسبب في هلاك الأشجار المحيطة بها، وأضاف الفلاح الذي تكبد خسائر فادحة بسبب تمكن النبتة من عشرات الأشجار ببساتينه الفلاحية أن انتشارها يعرف تناقصا خلال الشتاء، فيما تنمو بشكل متزايد خلال الفصول الأخرى. ورجح بعض الفلاحين سبب انتشار هذه النبتة الخطيرة إلى استعمال الفلاحين لأسمدة طبيعية من بقايا فضلات الحيوانات التي يقومون بتربيتها من الأبقار والأغنام، وللوقوف على خطورة النبتة وحجم أضرارها أوفدت المصالح الفلاحية فرقة من المعهد الوطني لوقاية النباتات وأخرى قدمت من الجزائر العاصمة، لأخذ عينة من النبتة الخطيرة السامة قصد إخضاعها للتحاليل المخبرية بالمعهد الوطني بالعاصمة. وأضاف مصدر من المصالح الفلاحية أن مكافحة النبتة الضارة يتطلب جلب مواد كيماوية مفقودة بالسوق المحلية والوطنية، حسبما أكده المصدر المختص الأمر الذي زاد من حدة القلق لدى الفلاحين الذين يأملون إيجاد طريقة سريعة للقضاء، على انتشار هذه النبتة التي تهدد سلامة مئات الأشجار المثمرة ما لم تجد الجهات الوصية أسرع الطرق لمكافحتها.