نبتة خطيرة تتسبب في هلاك النخيل والمزروعات بالحاجب وجه عدد من فلاحي منطقة «المدرق» ببلدية الحاجب بولاية بسكرة نداء استغاثة لكافة المصالح المختصة بما فيها المصالح الفلاحية والجهات المسؤولة بوزارة الفلاحة من أجل التدخل السريع للحد من انتشار نبتة خطيرة وضارة استفحلت بشكل كبير في غابات النخيل بصورة مقلقة بعد أن تسببت في إلحاق خسائر مادية كبيرة . وفي هذا السياق تكبد أحد الفلاحين لوحده خسارة ما يقارب 150 جبارة صغيرة (نخيل صغير) تعرضت للتلف بسبب نمو هذه النبتة بالقرب من الأشجار المثمرة ، وذكر أحد المتضررين من هذه الآفة المجهولة بالنسبة للفلاحين ،بحيث لم يسبق مصادفتها أو معرفتها على مدار السنوات الطويلة في ممارستهم للنشاط المذكور بعد أن مست قرابة 10 هكتارات من البساتين بذات المنطقة . وذكر بعضهم أن مصدر النبتة الخطيرة يرجح أن يكون مصدره إلى ضواحي بلدية سيدي خالد غرب الولاية ما أثار مخاوف الفلاحين من تعرض محاصيلهم للتلف في ظل فشل جميع محاولات مكافحتها خاصة وأن رؤوس الماشية لوحظ عليها نفورا كليا من تناول ذات العشبة الضارة التي يمكن أن يبلغ طولها حوالي واحد متر وتفرز مع مرور الوقت أزهارا بنفسجية تتحول بعدها إلى شبه ثمار دائرية الشكل وتأخذ اللون الأصفر . وأكد متضررو المنطقة أن للنبتة مقاومة شديدة تجاه نقص المياه فهي تظهر في أي نقطة فلاحية ما يؤدى إلى هلاك جميع الأشجار المثمرة وغيرها القريبة من مكان نموها ،وهي عادة تختفي في فصل الشتاء وتنمو في باقي الفصول . وأرجع بعض الفلاحين مصدر تفشي الظاهرة المقلقة إلى الأسمدة المستعملة من بقايا فضلات البقر والماشية ،التي يتم اقتناؤها من الأسواق بصفة دورية لدعم إنتاج النباتات ما أرغم بعض المتضررين إلى الاستنجاد بالمصالح الفلاحية والمعهد الوطني لوقاية النباتات لإيجاد الحل الملائم لحمايتهم من الخطر المحدق بهم ، وهو ما استدعى تدخل ذات المصالح وتشكيل فرق تقنية مختصة محليا وأخرى من الجزائر العاصمة لمعاينة النبتة الخطيرة على المزروعات بعد أن أخذ الفريق التقني عينة من النبتة لأجل إخضاعها للتحاليل المخبرية على مستوى المعهد الوطني بالعاصمة ، لتخلص النتائج النهائية بعدها على توجيه المعهد رسالة خطية باسم المعهد الوطني تتضمن بأن النبتة الضارة تحمل اسم "morelle jaune" ولأجل مكافحتها تتطلب توفر مواد كمياوية من قليفوزات وسيلفات امنيوم وسيلفوزات . وهي مواد مفقودة في السوق الوطنية ،حسبما أكده الفلاحون عند اتصالهم بجميع تجار المواد الكميائية المخصصة للفلاحة بالوطن باستثناء مادة قليفوزات الموجودة لدى عدد من التجار ، الأمر الذي ضاعف من معاناة الفلاحين المتضررين ، بعدما أكد لهم المعهد الوطني لوقاية النباتات عدم وجود طرق أخرى لمكافحتها . وحسب بعض العارفين بعالم النبات فإن النبتة الضارة يعود اكتشافها من قبل عالم نبات إسباني سنة 1715 م حيث يعود أول ظهور لها بجنوب أمريكا اللاتينية وتحديدا شمال المكسيك ، ونتيجة لعوامل طبيعية والمعاملات التجارية المختلفة في استيراد وتصدير الأسمدة والقمح والشعير والتربة ، مما أدى إلى انتشار النبتة عبر العديد من دول العالم ،أين تعرف اليوم بكثافة ظهورها بجنوب أوروبا وآسيا ، وأما وطنيا فقد سجل أول ظهور لها سنة 2000 بمنطقة ألسانيا ومسرغين بولاية وهران .