أحصى مركز الوسيط لمعالجة الإدمان على المخدرات التابع لمديرية الصحة ببسكرة، استقبال أزيد من 600 شخص تتراوح أعمارهم بين 22 و35 سنة منذ افتتاح أبوابه شهر ماي من سنة 2010، أغلبهم من فئة البطالين والطلبة والعمال وبعضهم ينحدر من عائلات ذات الدخل المرتفع وأخرى فقيرة يشتركون في معاناة واحدة من أمراض الإدمان على تعاطي المخدرات والحبوب المهلوسة فضلا عن المشروبات الكحولية، وهو الأمر الذي ساهم في تدهور وضعهم الصحي بشكل كبير جراء تعرضهم لمعاملات سلبية من أفراد المجتمع، رغم نيتهم في تجاوز مسألة الإدمان وما تتسبب فيه من عواقب وخيمة عليهم في نهاية المطاف. واعتبر أحد الأطباء المختصين في الأمراض العقلية بالمركز المذكور أن الإدمان على تعاطي المخدرات وغيرها من الأدوية المحظورة الاستعمال، كثيرا ما تسفر عن أمراض مزمنة وأخرى داخلية وخارجية تتعلق بالربو والحساسية البكتيرية والأمراض العقلية والاكتئاب، حيث تختلف درجة خطورة الإصابة من مدمن لآخر. وفي حديث الطبيب عن تلقي هؤلاء الأشخاص للعلاج وإمكانية الشفاء منه، أوضح أن الأمر يعود بالدرجة الأولى للشخص المدمن المطالب في بداية مرحلة العلاج بالتحلي برغبة ملحة في التغلب على الحالة التي يتواجد عليها، جراء دخوله عالم الإدمان على مواد وأدوية ممنوعة الاستعمال، ليتطرق المتحدث بعدها للفترة التي يخضع فيها المدمن للعلاج بالمركز، مؤكدا أنها تتراوح من شهر واحد إلى ستة أشهر بإشراف أخصائيين في الطب العقلي والإدمان وطبيب عام، إضافة إلى ثلاثة أخصائيين نفسانيين وثلاثة ممرضين ومخبري يدور عملهم في محيط تقديم طرق علاج طبية اجتماعية ونفسية، تختلف مستويات استعمالها حسب درجة الإدمان الذي أصيب به الشخص المدمن. وكشف المركز تسجيله قرابة 150 طفل قاصر تم إخضاعهم للعلاج من الإدمان على المخدرات وفتاتين، وأوضح المتحدث ذاته عن طبيعة توفير الرعاية الطبية المتواصلة للأطفال الذين يعانون من أمراض الإدمان، اشتراط حضور أوليائهم خاصة في حالات يسود فيها الغموض بأمراض مضاعفة وحرجة يعاني منها الطفل المدمن. وذكر المتحدث بخصوص النظرة السلبية والاحتقار للشاب المريض بالإدمان على استهلاك المخدرات وسط المجتمع، أن عدد من المرضى المقبلين على المركز يطالبون بإلحاح من إدارة المجمع التستر على مرضهم وتحديد مواعيد سرية للعلاج، بسبب الحياء الذي ينتابهم وهو ما يفسره امتناع العديد من المدمنين على التقدم للمركز خاصة ممن يصارعون أمراض الإدمان على المخدرات منذ سنوات عديدة، فيما لا يزال العشرات من متعاطي المخدرات بالولاية لا يعترفون بوجود علاج للسموم التي يتعاطونها، مع تجدد معاناتهم مع المشاكل الاجتماعية التي فتحت لهم أبواب الانحراف والجريمة بأنواعها، في ظل غياب التوعية اللازمة من المجتمع ذاته لإعطائه فرصة الأمل للخروج أو التقليل من تفاقم الوضع الصحي مع الإدمان من خلال الاستفادة من العلاج العمومي المجاني.