كشفت رئيسة مصلحة علاج الإدمان على المخدرات بمستشفى الأمراض العقلية في بلدية سيدي الشحمي بوهران، الدكتورة موفق، متابعة 1576 شخص بعلاجهم من الإدمان على المخدرات، في الوقت الذي تقدر فيه الطاقة الإستيعابية للمصلحة ب 30 سريرا، ما بات يطرح الكثير من الإشكاليات خاصة أمام الضغط المفروض على المركز، إلى جانب نقص المؤطرين 1576 شخص يزاولون علاجهم بمركز معالجة الإدمان على المخدّرات وفاة 19 مدمنا في ظرف 11 سنة يتواجد بمصلحة العلاج من الإدمان بذات المستشفى طبيب نفساني واحد، ومراقب طبي، وأخصائية اجتماعية، مهمتهم التكفل بالكم الهائل من المدمنين الذين تتطلب حالتهم النفسية والصحية تكفلا خاصا لإخراج المريض من دائرة الخطر، وإعادة إدماجه من جديد في المجتمع، خاصة وسط المحيط العائلي. وأكدت من جهتها، ذات المتحدثة، أنه بالرغم من المراسلات العديدة لمديرية الصحة بالولاية لمضاعفة عدد العمال وكذا الفريق الطبي، وإعادة فتح فروع جديدة أخرى، إلا أنه منذ إنشاء المركز في 18 مارس 1999 لم يتم الإستجابة لمطلبهم. وأشارت الدكتورة إلى تسجيل 19 وفاة في صفوف المدمنين نتيجة نقص الرعاية الطبية، أمام انتشار سموم المخدرات في الجسم، ذلك أن كل الإمكانيات المتوفرة تعد ناقصة ولا تتماشى إطلاقا مع العديد من حالات الإدمان المتأخرة. وأضافت المتحدثة أن المدمنين يتوزعون على ثلاثة أصناف، تتراوح مدة مكوثهم في المصلحة للعلاج ما بين 3 أسابيع و3 أشهر، وتم إحصاء 97 بالمائة من المدمنين رجال و3 بالمائة نساء. وكشفت المسؤولة أن 32 بالمائة من المدمنين لأول مرة يستهلكون المخدرات، و33 بالمائة تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 20 سنة، و48 بالمائة أعمارهم من 21 إلى 30 سنة، و52 بالمائة فوق 30 سنة، و28 بالمائة من 11 إلى 15 سنة، و4 بالمائة أقل من 10 سنوات. وحسب الدكتورة موفق، يزاول العلاج بالمركز الأشخاص البالغون 16 سنة فما فوق، إلا أنه أمام غياب مراكز خاصة باستقبال الأطفال فإن الكثير منهم يقصدون مركز ابن سينا للصحة الجوارية، لكنه يعاني من نقص في التكفل. وأظهرت الإحصائيات أن 23 بالمائة من المدمنين يستهلكون المخدرات للهروب من المشاكل الإجتماعية خاصة البطالة، بالإضافة إلى تناول البعض لأدوية مخدرة باستشارة من الطبيب للعلاج خاصة المصابين بأمراض عصبية، إلا أنهم لا يتوقفون بعد ذلك من تناولها، الأمر الذي يجبرهم على تعويضها بالمخدرات. كما تم إحصاء 76 بالمائة من المدمنين عزابا، و18 بالمائة متزوجين، و6 بالمائة مطلقين، و1 بالمائة أرامل. كما تم تسجيل من بين 1576 مدمن، 709 من السجناء كانوا متورطين في قضايا السرقة وتكوين جماعة أشرار وقضايا الضرب والجرح العمدي. وكشفت ذات المتحدثة خضوع 22 بالمائة من هؤلاء للعلاج، مؤكدة أنه لا يمكن تأكيد عدم رغبتهم في العودة وتناول المخدرات في ظل انتشار البطالة، حيث لا يجد الشباب فرصة لقضاء أوقاتهم إلا في استهلاك المخدرات والمتاجرة فيها. وأضافت، في ذات السياق، الدكتورة موفق، أنه أمام الضغط المفروض على المركز وإقبال العديد المدمنين “فإننا خلال الفترة الليلية لا نجد مكانا يأويهم في غياب حراس الأمن والمراقبة، إلا وضعهم في المصالح الخاصة بالمصابين بالأمراض العقلية، وذلك ما يؤثّر على حالتهم النفسية في ظل نقص المراكز المختصة للعلاج من الإدمان مقارنة بالعدد الهائل من المدمنين”.