انتقد أبو جرة سلطاني منسق التكتل الأخضر أمس، تأخر إعلان الحكومة الجديدة وطالب بمعرفة ما يجري داخل أروقة السلطة، قائلا إنّ العادة جرت عرفا وسياسة أن تكون بعد الانتخابات حكومة جديدة، مضيفا أن الحكومة في الفترة الحالية مشلولة، وأن البرلمان يعيش حسبه في «تخبط وغموض» قياسا بالضبابية السائدة في الجزائر حاليا، على حد تعبيره. وفي كلمته لدى افتتاح اليوم الدراسي البرلماني الذي تنظمه كتلة التكتل الأخضر، بمقر حمس في الجزائر العاصمة، اعتبر سلطاني أنّ البرلمان في الجزائر أضحى دوره «هامشيا ومحدودا»، مثلما قال، ملفتا إلى أنّه على مدار الخمس عشر سنة المنقضية، لم يستطع هذا البرلمان أن يبادر إلا بمشروع واحد، هو التعديل الجزئي للدستور الذي أتاح للرئيس الترشح لعهدة ثالثة، والحكومة حسبه لا تحتاج إلى البرلمان إلا في بعض التفاصيل التقنية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وطعن منسق التكتل في الشرعية القانونية لكتلة الأحرار، متسائلا كيف لبرلمانيين من 48 ولاية لا تجمع بينهم ‘لا برامج ولا رؤى ولا أفكار»، أن يؤسسوا كتلة برلمانية، معتبرا ذلك مغالطة سياسية، كما انتقد سلطاني في السياق ذاته، مفهوم الكتل البرلمانية في الجزائر الذي يقوم على العدد وليس على التمثيل السياسي، وقال إن الوظيفة البرلمانية نجاحها مرهون بالتمثيل السياسي الذي يجعل منها قوة اقتراح. وحسب سلطاني فإن سيطرة كل من الأفالان والأرندي وما يسمى بالأحرار على هياكل البرلمان، جعلت منه برلمانا يسير في اتجاه واحد على اعتبار أن الأفالان والأرندي هما وجهان لعملة واحدة، مستطردا «نعم هذه هي الديمقراطية ولكن لا ينبغي أن يضيع حق الشعب، لأن السلطة التشريعية تمثل ثلث السلطات في البلاد». ورسم سلطاني صورة قاتمة عن الوضع الراهن، حيث لاحظ أن الاقتصاد الجزائري يعيش وضعا سيئا وأنه بحاجة لعملية قيصرية لفك ارتباطه بالبترول الذي يتهاوى في الأسواق العالمية ويهدد الجزائر بالخطر، أما الجبهة الاجتماعية رغم ما يصدر عنها من احتجاجات، إلا أنها لا زالت مصدومة بنظره حيال ما أفرزه موعد العاشر ماي الماضي من نتائج، ولا زالت تعبر عن ذلك بعبارة جزائرية خالصة «مافهمنا والو». وأكد أبو جرة أن الحل من المأزق السياسي يكمن حسبه في مشروع وطني يرتكز على دعامتين أساسيتين، الدفع باتجاه توافق شامل يجمع كل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتحرير الساحة السياسية من الرهانات التي تدفع باتجاه اليأس، مؤكدا أن دعوته للتوافق لا تعني بأي حال من الأحوال التراجع عن قرار مقاطعة الحكومة وهياكل البرلمان اللتين تم البت فيهما بشكل نهائي. وطالب أبو جرة نوابه ال49 في المجلس بضرورة عدم استصغار عددهم، وقال موجها لهم الكلام، «بإمكانكم أن تعملوا الكثير إذا عمقتم الطرح، تستطيعون رد الهيبة للبرلمان»، مذكرا بتجربة النائب جورج غالاوي في بريطانيا الذي استطاع لوحده أن يفرض صوته في مجلس العموم البريطاني. من جانبه، اتهم حملاوي عكوشي رئيس حركة الإصلاح، السلطة بأنها غير قادرة على تشكيل حكومة، ووصف مقاعد البرلمان بأنها أضرحة ينام فيها النواب، كما انتقد غياب معارضة حقيقية تقف في وجه النظام الفاسد المفسد، في حين قال فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة، أنه لم يحصل في تاريخ الجزائر أن تم شل عمل الحكومة، مستغربا من حال الوزراء الذين عجزوا عن تسيير وزاراتهم ومع ذلك أسندت لهم وزارات أخرى، على حد وصفه. بدوره، أكد نعمان لعور رئيس الكتلة البرلمانية للتكتل الأخضر، أن اليوم الدراسي البرلماني الذي نظمته الكتلة، ناقش المحاور التي سيركز نواب التكتل العمل فيها في البرلمان الجديد، إضافة إلى دراسة عامة حول مؤسسة البرلمان وآليات اتخاذ القرار.