تشتكي العديد من العائلات بحي "كالما" الفوضوي المتواجد على مستوى بوشاوي 3 من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها في كنف بيوت الصفيح، والتي حولت حياتهم لجحيم حقيقي، خاصة مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة التي عرفها الوطن في الفترة الأخيرة. أعرب لنا القاطنون بالمنطقة التابعة إداريا للمقاطعة الإدارية للشراقة، عن استيائهم من الظروف المحيطة بحياتهم، والتي خلقت لهم العديد من المشاكل والعراقيل وصعّبت من الإقامة داخل بيوتهم، خاصة لما سببت لهم هذه الأخيرة من مخاطر على صحتهم خاصة الأطفال الصغار والمسنين. في سياق حديثهم، أفاد السكان أنّ الحياة باتت مستحيلة داخل بيوت أسقفها من الصفيح وتعرف ارتفاعا شديدا لدرجات الحرارة داخلها، فضلا عن الظروف المناخية التي شهدتها الجزائر والتي عرفت قدوم فصلا شديد الحرارة هذا ما تسبب في إصابة العديد من المسنين داخل الحي بارتفاع للضغط وإصابة العديد منهم بأمراض مزمنة ناهيك عن الحالة المزرية التي تحول إليها هذا الأخير للانتشار الفادح للنفايات وتراكمها في مداخل الحي جراء انعدام حاويات القمامة به. ما تقدّم، يجعل زوار المكان يتقززون من الروائح الكريهة المنبعثة والتي حرمت السكان من تنسم الهواء حسب تصريحاتهم، كما أضاف المواطنون أنّ مأساتهم تتواصل مع تواجد مختلف الحشرات الضارة التي أدت لسعاتها القتلة لإصابة العديد من الأطفال بحساسية والطفح الجلدي لاحتوائها على مختلف السموم ناهيك على تحول المكان لأرضية خصبة لتكاثر مختلف الحيوانات الخطيرة كالجرذان والثعابين والتي باتت تهدد سلامة القاطنين بحي "كالما". في سياق متصل، أكّد مواطنون على أنّ غياب قنوات الصرف الصحي لتحويل المكان وتجمع المياه الملوثة التي عقدت حياة القاطنين، هي المتسبب الرئيسي حسبهم في الانتشار الخطير للأمراض والأوبئة في أوساط العائلات، هذه الأخيرة تتساءل بدورها عن تجسيد حقها في عملية إعادة الترحيل لسكنات لائقة ضمن برنامج القضاء على الأحياء الفوضوية والذي وعدت به السلطات المحلية. وتتضاعف مأساة قاطني الحي، مع انعدام الماء كمادة ضرورية، ما يجبرهم على تكبد معاناة جلب دلاء الماء من المناطق والأحياء المجاورة، وهو وضع زاد من سخط المواطنين وامتعاضهم الشديد من غياب أدنى وأبسط الشروط الضرورية للعيش الكريم، ما دفعهم لتكرار مراسلاتهم للجهات المختصة من أجل تحجيم معاناتهم. في هذا الصدد يجدد سكان حي "كالما" مطلبهم للسلطات المحلية بالتعجيل في ترحيلهم لسكنات لائقة وإنهاء 10 سنوات من حياة التهميش، بينما طمأنهم رئيس المجلس الشعبي البلدي بالشراقة إلى أنّه تم إحصاء هؤلاء، لكن مشروع السكن لم يطبق على أرض الواقع لغاية كتابة هذه الأسطر، ليبقى الانتظار سيدا للموقف.