كشف الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين أمس، عن معاناة الجزائر من عجز معتبر في الخضروات واللحوم عشية شهر رمضان، وقدّر متحدث باسم الاتحاد أنّ نسبة العجز تربو عن 30 %، ما قد يزيد من حدة المضاربة التي تكتوي بها جيوب الجزائريين في شهر الصيام من كل عام. في تصريحات خاصة ب «السلام»، أبدى «الطاهر بولنوار» الناطق باسم اتحاد التجار، تشاؤما بشأن مسألة انخفاض نسبة المضاربة التي تعرفها مختلف منتجات الأسواق المحلية عشية كل شهر رمضان. وأرجع المتحدث باسم الاتحاد المذكور، هذه السوداوية إلى العجز الذي تعرفه سوق الخضر والفواكه واللحوم، محملا السلطات المعنية قسطا كبيرا من هذه المسؤولية. وبمقابل استمرار تواجد إدارة الاتصال بوزارة التجارة خارج مجال التغطية، دعا بولنوار السلطات إلى ضرورة تنشيط القطاع الفلاحي، ودفع عجلة بعض مشاريعه العاطلة لرفع نسب الإنتاج بدلا من التماس الأعذار وحصرها في مشكل المضاربة التي ستفاقم حتما في ظل العجز في الإنتاج، مشيرا في السياق ذاته إلى أن سوء الاستهلاك وغياب ثقافته في أوساط المواطنين الجزائريين دور كبير في اضطراب الأسعار قائلا: «إنّ ثلثي الشعب الجزائري لا تراعي أثناء تبضعها، نوعية المنتوج وخصائصه وحتى مدة صلاحيته». كما رجح المتحدث عدم انخفاض سعر اللحوم خاصة الحمراء منها في شهر رمضان المقبل في ظل العجز الكبير الذي تعرفه أسواقها المحلية بسبب ضعف الإنتاج، مشيرا إلى الإنتاج السنوي للحوم البيضاء والحمراء لا يتجاوز 600 ألف طن سنويا في الوقت الذي يستدعي فيه الاستهلاك المحلي توفير ما قدره مليون طن سنويا. وشدّد بولنوار أنّ مبادرة مصالح بن عيسى باستيراد 10 آلاف طن من اللحوم المجمدة خلال شهر رمضان المقبل لن تساهم في خفض أسعار اللحوم في السوق المحلية في حال ما إذا بيعت بسعر يفوق 350 دج، بالمقابل، طمأن مسؤول اتحاد التجار المستهلك الجزائري، فيما يخص المواد الغذائية التي أكد بولنوار وفرتها في الأسواق الجزائرية التي ستدعم بكميات أخرى في الأيام القليلة القادمة وفقا لما أكده عدد من كبار المستوردين في المجال عقب اتصال لهم مع المتحدث - على حد قوله -. الفواكه حاضرة بقوة تبعا لنضوجها في عز الصيف، اكتسحت الثمار الموسمية الأسواق وبأسعار غير معهودة، قياسا بجنون بورصتها على مدار الأعوام القليلة الماضية، وأعرب كثير ممن استجوبناهم عن «انبهارهم» بالظاهرة. ويلفت موسى العامل بورشة للميكانيك، إلى أنّ المواطنين لم يألفوا توافر الفواكه بأسعار منخفضة، إلى حد جعل البطيخ الأحمر والأصفر والفراولة، إلى جانب الخوخ والمشمش والبرقوق والموز والتفاح وثمار موسمية أخرى سهلة المنال بواقع وصل إلى 20 دينارا للكيلوغرام بالنسبة للبطيخ الأحمر، و35 إلى 50 دينارا للمشمش و70 دينارا للخوخ، فضلا عن 120 إلى 140 دينارا بالنسبة للعنب. من جهته، هبط سعر الموز من 140 دينار إلى 80 دينار، تماما مثل التفاح الذي تدحرج إلى 80 دينارا بعدما ظلّ ملازما لسقف 180 دينار، وهذا الواقع تكرّر في أسواق باب الوادي، الكاليتوس، الحطاطبة وغيرها. ويلاحظ فارس وشوقي وخديجة الذين التقيناهم بسوق «مارشي 12»، أنّ وفرة الفواكه ستجعل من رمضان العام الجاري استثنائيا، وسيخلق ديناميكية للأسواق ككل، خلافا للركود الذي طبعها في زمن ليس بالقصير، بفعل المستويات القياسية التي بلغتها الأسعار في عامي 2009 و2010. ورغم ما تقدّم، إلاّ أنّ معاناة قطاع من الكادحين ستستمر، وهو ما تؤكده أرقام وزارة التضامن التي أعلن مسؤولها عن توزيع ما لا يقلّ عن مليوني قفة على العائلات المعوزة.