تشير مصادر مطلعة من محيط «عمار غول»، النائب عن حمس والوزير السابق للأشغال العمومية، عن استعداده رفقة مجموعة من مسانديه لإعلان تأسيس حزب سياسي جديد، وستشكل مداومة الوزير غول في العاصمة أثناء حملته الانتخابية الأخيرة التي وصل بها إلى البرلمان نواة الحزب الذي يعتزم الوزير إنشاؤه. وتعتبر خطوة الوزير غول إذا ما تمت، الانشقاق الثاني من نوعه في بيت الراحل «محفوظ نحناح»، بعد أن أقدم زميله «عبد المجيد مناصرة» قبل سنتين على نفس الخطوة بعد أن رفض نتائج مؤتمر الحزب التي زكت «أبو جرة سلطاني» رئيسا للحزب بعد صراع محتدم جمع بين القياديين. بيد أن بعض المتابعين لبيت حمس من الداخل، يستبعدون قرار غول تأسيس حزب سياسي في الفترة الحالية، مؤكدين أن إعلان هذا الحزب سيحدده معطى واحد هو بقاء غول في الحكومة من عدمه، ففي حال بقاء غول في الحكومة فإنه سيمضي في مسعى تشكيل حزب سياسي باعتبار خطوة المشاركة في الحكومة ستكون بمثابة إعلان طلاق مع حزبه «حمس» المنضوي تحت التكتل الأخضر الرافض بشكل قطعي المشاركة في الحكومة القادمة، أما في حالة عدم تقلد غول لأي منصب حكومي في التشكيلة القادمة فإنه لن يقدم على هذه الخطوة لأنه سيصبح معزولا سياسيا. وبغض النظر إن كان غول يخمن بهذا «التفكير البراغماتي» أم لا، فإن الوزير المنتشي بحصد قائمته في الانتخابات التشريعية، لثلث نصيب العاصمة من مقاعد البرلمان الجديد، وثلث المقاعد التي حصلتها قوائم التكتل الأخضر في كامل الولايات، ربما أصبح لديه طموح أكبر من مسألة الاستوزار التي قضى فيها عدة سنوات، وأصبح يفكر في أكثر من ذلك، أي الترشح لانتخابات الرئاسة 2014، وقد يكون الحزب الذي ينوي إعلانه - إن صحت التقديرات - قاطرته لخوض غمار هذه الانتخابات. واللافت في نشاط «عمار غول» هذه الأيام، هو إقباله الكثيف على مواقع التواصل الاجتماعي التي اتخذها وسيلة لتوجيه رسائل للشباب والتواصل معهم، وقد أنشأ لذلك صفحة على الفيسبوك يتم تحديثها باستمرار، كما أنه يمتلك موقعا عصريا يعرض فيه إنجازاته وشهاداته المرموقة، ويبعث من حين لآخر رسائل قصيرة على التويتر، كما أنه يستعمل اليوتيوب لإبداء آرائه في مختلف القضايا، وغول بهذه الاستراتيجية يريد الرهان على حصان الشباب الذين يرتادون هذه المواقع لجس نبضهم والاطمئنان على مدى القبول الذي يحظى به في الشارع.