سرّب الأمن الفرنسي لقناة تي أف 1 الحكومية أمس، شريطا صوتيا يظهر جانب من المفاوضات مع «محمد مراح» قبل مقتله بشقته بتولوز شهر مارس الماضي، يظهر فيه الأخير وهو يتحدى قوات الأمن، غير أن نشر هذا الشريط عشية تنقل المحامية «زهية مختاري» إلى باريس لتقديم شريطي فيديو حول تصفيته يؤكد أن هناك مساعي لضرب مصداقية أدلة الدفاع. نقل الشريط الصوتي لقناة «تي أف 1» بعض مواقف مراح أثناء محاصرة شقته بتولوز وإطلاق مفاوضات معه، حيث يقول لمفاوضيه أنه مستعد لمواصلة عمليات القتل وأن له علاقات مع القاعدة والعصابات، كما شرح كيف استطاع التخلص من مراقبة عناصر الاستخبارات، حيث حاولت الشرطة اقتحام الشقة التي كان يختبئ فيها، لكن مراح واجههم بإطلاق نار كثيف، مما أجبر الشرطة على فتح اتصال معه وبدأت المحادثات مع مراح الذي أظهر عزمه على عدم الاستسلام. وقال مراح لمفاوضه «أنا لم أفعل هذا من أجل أن أترككم تقبضون علي... ثم لا تنسى بعيدا عن المفاوضات إني مسلح، فأنا أعرف ماذا سيحدث، وأعرف كيف تتصرفون من أجل التدخل». وتابع «أعرف أنكم يمكن أن تقتلونني، وهي مخاطرة مني، إذن اعلموا أنكم تواجهون رجلا لا يخاف، فأنا أحب الموت كما تحبون الحياة». وأكدت القناة أنها تملك أربع ساعات من التسجيل الصوتي يتحدث فيها مراح عن اتصالات مع «إخوته» في تنظيم القاعدة في باكستان وعن عملياته القادمة، وكذلك عن حياته المنفتحة التي كان يحياها، وقال بهذا الخصوص «إن ذلك جزء من الحيلة»، كما نسب مراح نفسه لتنظيم القاعدة. وكانت المحامية «زهية مختاري» قد أودعت شكوى ضد مجهول في 11 جوان في باريس تستهدف جهاز الشرطة الذي أصدر الأمر بشن الهجوم الذي قتل فيه «محمد مراح» في 22 مارس خلال هجوم للشرطة على شقته في تولوز، كما أعلنت مؤخرا أنها ستسافر إلى باريس يوم 12 جويلية لإيداع شريطي فيديو يوثقان اللحظات الأخيرة لمحمد مراح بشقته وجانبا من المفاوضات. وكان مضمون الشريطين اللذان نشرا سابقا أظهرا أن مراح كان ضحية عملية تلاعب من قبل المخابرات الفرنسية، حيث ذكر أسماء ضباط كان يتعامل معهم قبل مقتله.