استبقت القناة التلفزيونية الفرنسية "تي أف 1"، الزيارة التي كانت تعتزم محامية محمد مراح الذي قتل في 22 مارس الماضي، زهية مختاري إلى فرنسا في 12 جويلية الجاري لتقديم الأدلة التي بحوزتها إلى القضاء الفرنسي، ببث مقاطع من تسجيل صوتي للمحادثات بين مراح والشرطة خلال حصاره الذي دام 32 ساعة في شقته بمدينة تولوز غرب فرنسا. وأكد مراح في هذه المقاطع المسجلة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، أنه مستعد لمواصلة عمليات القتل وأن له علاقات مع القاعدة والعصابات، كما شرح كيف استطاع التخلص من مراقبة عناصر الاستخبارات، حيث حاولت الشرطة اقتحام الشقة التي كان يختبئ فيها لكن مراح واجههم بإطلاق نار كثيف مما أجبر الشرطة على فتح اتصال معه وبدأت المحادثات مع مراح الذي اظهر عزمه على عدم الاستسلام. وقال مراح لمفاوضه "أنا لم افعل هذا من اجل أن أترككم تقبضون علي... ثم لا تنسى بعيدا عن المفاوضات إني مسلح، فانا اعرف ماذا سيحدث واعرف كيف تتصرفون من أجل التدخل". وتابع "اعرف أنكم يمكن أن تقتلونني، وهي مخاطرة مني، إذن اعلموا أنكم تواجهون رجلا لا يخاف فانا أحب الموت كما تحبون الحياة". وأكدت القناة أنها تملك أربع ساعات من التسجيل الصوتي يتحدث فيها مراح عن اتصالات مع "اخوته" في تنظيم القاعدة في باكستان وعن عملياته القادمة وكذلك عن حياته المنفتحة التي كان يحياها. وقال بهذا الخصوص "ان ذلك جزء من الحيلة". ونسب مراح نفسه لتنظيم القاعدة قبل ان يتم قتله في 22 مارس من قبل وحدة للقوات الخاصة في الشرطة الفرنسية خلال اقتحام الشقة التي كان يتحصن فيها. وأظهرت قضية محمد مراح الثغرات في جهاز مكافحة التجسس الفرنسي الذي تعرض لانتقادات لعدم الاهتمام بجدية برجل سافر إلى باكستان وافغانستان. من جهته أبدى وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، في بيان له، سخطا من عدم احترام مشاعر عائلات الضحايا. وكانت المحامية زهية مختاري قد أودعت شكوى ضد مجهول في 11 جوان في باريس تستهدف جهاز الشرطة الذي اصدر الأمر بشن الهجوم الذي قتل فيه محمد مراح في 22 مارس خلال هجوم للشرطة على شقته في تولوز.