أصبحت صالونات الحلاقة والتجميل مقصد الكثير من بنات حواء اللواتي يسعين للحفاظ على جمالهن، إلا أن قلة خبرة بعض مصففات الشعر قد تكون سببا في إلحاق الأذى بهن بالإضافة إلى دفعهن لأموال كثيرة على تسريحات بسيطة. تعرف صالونات الحلاقة والتجميل إقبالا كبيرا من قبل بنات حواء اللواتي تحرصن على الخروج من ذلك المكان بإطلالة جديدة، إضافة إلى قصات وصبغات تتماشى مع الموضة وإضعات ثقة كبيرة بمصففات الشعر، معتقدات أنهن سيساهمن في إحداث تغيير جذري من الناحية الجمالية حتى وإن كلفهن ذلك دفع أموال طائلة، خاصة أن بعض الصالونات المتواجدة في الأحياء الراقية تعرف ارتفاعا كبيرا في الأسعار مقابل الخدمات التي تقدمها لزبوناتها، إلا أن الغريب أنها تعرف إقبالا كبيرا من قبلهن وهو ما دفعنا لزيارة صالون متواجد بأحد الأحياء الراقية. ومن خلال قراءة لائحة الخدمات المقدمة، لاحظنا الأسعار الملتهبة بهذا المكان، حيث وصل سعر فرد الشعر بالمجفف الكهربائي إلى 450 دينار أما بخصوص الكيراتين البرازيلي فتجاوز 20000 دينار، إلا أن ما تفاجأنا به هو تواجد عدد كبير من الزبونات بهذا المكان، حيث أكدت لنا "دليلة .ن" وهي صاحبة الصالون أن قاعة حلاقتها تجذب عددا كبيرا من الزبونات نظرا لخبرتها الواسعة في مجال تصفيف الشعر التي اكتسبتها حسب قولها خلال فترة تكوينها بأحد البلدان الأوروبية وتعلمها لفنون الحلاقة من مصففين أجانب مشهورين. كما أبرزت قدراتها الإبداعية في كل ما يتعلق بفنون حلاقة الشعر من خلال تجاربها الناجحة في هذا المجال، وقيامها بتلبية رغبة كل زبونة واستجابتها لجميع ما تطلبه منها، وما زاد من ثقة زبوناتها بها هو نجاحها في الصبغات أو القصات العصرية التي تقوم بها، إضافة إلى استيراد كافة مستحضرات التجميل والشعر من بلدان أوروبية نظرا لنوعيتها المضمونة والجيدة. وما لفت انتباهنا أن دليلة تستقبل زبوناتها بابتسامة عريضة وترحب بهن وتكرم ضيافتهم بتقديم الشاي الأخضر والمكسرات، وهو السر الذي اكتشفناه في إقبال الزبونات وحبهن الشديد للمكان. اقتربنا من إحدى الزبونات المتواجدات بالمكان وقد أكدت إحداهن أن ما شدها للصالون هو إتقان صاحبته لعملها وامتلاكها لقدرات كبيرة في مجال الحلاقة، كما أن براعتها بقصات الشعر وصبغاته دفعها إلى استشارتها فيما يناسبها من قصات تتلائم مع طبيعة وجهها وعن الأسعار تقول نفس المتحدثة، أنها تفضل دفع أموال طائلة مقابل أن الحصول على خدمة جيدة ومضمونة وتضيف أنها تشعر براحة نفسية كبيرة بالمكان. فتيات يقعن في خداع مصففات تتهافت الكثير من السيدات على بعض صالونات الحلاقة والتجميل المنتشرة بشكل كبير دون أن تكون لها دراية بخبرة صاحباتها في هذا المجال، حيث تقع العديد منهن في فخ سوء الخدمة وعدم تلبية رغباتهن في الحصول على قصات الشعر أو الصبغات التي تتناسب مع طلباتهن فتخرج بعضهن من تلك الصالونات بعد أن دفعن أموالا كثيرة بحالة نفسية سيئة خاصة إذا فقدت جمال شعرها أو وجهها في ظل قلة خبرة بعضهن في هذا المجال. وقد لمسنا ذلك من خلال التجارب المريرة التي مرت بها زبونات لم يكن يعلمن أن دخولهن لهذا المكان سيلحق الأذى بهن أو يفقدهن أموالا طائلة، ليكون هدف تلك الحلاقات هو الربح السريع على حساب الزبونة التي تقع ضحية قلة الخبرة، وخير دليل على تلك الممارسات، تجارب سيئة مرت بها بعض الزبونات مع مصففات شعرهن. أول ضحية التقيناها هي أمينة التي أكدت خلال حديثها أنّ قلة خبرة صاحبة أحد صالونات التجميل كانت سببا في فقدانها لجمالها قبل أيام من موعد زفافها، وقد أشارت أنها قد رفضت وضع أحد طرق نزع الشعر المعروفة ب"لاسيغ " بوجهها، إلاّ أنّ إصرار الحلاقة على وضعها بهذا المكان الحساس كان سببا في تشويه وجهها وتعرضها لتهيجات وبقع حمراء بوجهها، وهو ما دفعها إلى تأجيل موعد زفافها حسب قولها. كما تستغل بعض مصففات الشعر الفتيات المقبلات على الزواج، ويتعمدن في رفع أسعار الخدمات التي يقدمنها نظرا لحاجتها الماسة لها، خاصة أن معظمهن يحرصن على الخروج بإطلالة مغايرة، عما كانت عليه في السابق وتغيير جذري لتسحر بجمالها الحاضرين بحفل زفافها. إلا أن ما مرت به ليلى يدل على استغلال بعض المصففات لوضعية المقبلات على الزواج، حيث كشفت أن صاحبة صالون التجميل الذي قصدته قد تعمدت على إخفاء ثمن قصة شعرها والماكياج الذي وضعته لها إلى حين الانتهاء من عملها، لتوقعها بفخ السعر الباهض الذي عرضته عليها. وحسب قول محدثتنا، فإنّ الحلاّقة طلبت إعطاءها 25 ألف دينار، وهو ما لا يتناسب مع وضعيتها المادية الصعبة، كما تضيف أنها اضطرت إلى رهن مجوهراتها لديها إلى حين سداد بقية ما طلبته منها صاحبة الصالون من مال. مليكة هي الأخرى إحدى الشابات المقبلات على الزواج اللواتي كانت لهن تجربة سيئة داخل صالون التجميل الذي قصدته مع اقتراب موعد زفافها، حيث تفاجأت لما طلبته منها صاحبة صالون التجميل بعد الانتهاء من عملها، كما تضيف أن مصففة الشعر قد تعمدت رفع سعر تصفيف شعرها بمجرد أن علمت أنها عروس جديدة، كما أشارت خلال حديثها أنها قد ركبت رموشا صناعية وشعرا طويلا مستعارا لها بمبلغ 20 ألف دينار، وما فاجأها هو طلب صاحبة المحل المتمثل في إرجاع الشعر والرموش الاصطناعية بعد الانتهاء من حفل الزفاف مباشرة. وهو ما اعتبرته تضييعا للأموال. ولا يقتصر الأمر على تلك التصرفات بل وصل الأمر ببعض مصففات الشعر حسب السيدات اللواتي تحدثن إليهن إلى استخدام مستحضرات وشامبوهات ذات نوعية رديئة، ليقللن من كلفة شرائها لتكون سببا في إلحاق أضرار بشعر الزبونة، وأول من حدثتنا عن تجربتها التي وصفتها بالمريرة هي سلوى التي قصدت إحدى مصففات الشعر المعروفات لتخرج من عندها بشعر متساقط، وقد أرجعت سبب هذا الأمر إلى نوعية الشامبو الذي استخدمته على شعرها. أماأسماء فقد فقدت شعرها كليا بعد أن أرادت أن تحدث تغييرا في مظهر شعرها وذلك بوضع خصلات بلاتينية، إلا أن انشغال المصففة بخدمة إحدى الزبونات الثريات وإهمالها لمدة المستحضر التي طالت على شعرها كان سببا في فقدانها الكلي لشعرها، وقد أرجعت الأمر إلى موت بصيلات شعرها واحتراقها. كريمة هي الأخرى سيدة تعرضت لقلة خبرة إحدى الحلاقات وإهمالها، فبعد أن كانت تريد مفاجأة زوجها بمظهر جديد أصيبت بصدمة جراء الضرر الذي لحق بشعرها، حيث تقول "قصدت صالون حلاقة كانت واجهته توحي بأنه جيد فطلبت من صاحبته أن تضع لي خصلات بلون جميل، فقامت بذلك ثم طلبت مني الجلوس تحت مصفف الشعر حتى يظهر اللون في فترة أقل. ولأنّ المدة طالت طلبت منها تفقد شعري فاكتشفت أن الخليط الذي استخدمته لي على الخصلات قد أصدر سائلا لامس بقية شعري فأحدث فيه بقعا نحاسية، إلا أنها لم تخبرن وحاولت تدارك الأمر بمختلف الصبغات دون جدوى ولكن الأكثر خطورة هو أنني لاحظت أن الخصلات الملونة أصبحت أشبه بخيط العنكبوت تقطع بمجرد مسكها، وهو الأمر الذي أثر سلبا على نفسيتي". إنّ قلة خبرة بعض الحلاقات جعلت الكثير من السيدات يفكرن كثيرا قبل تسليم شعورهن لواحدة تقصه أو تلونه، إلا إذا كن يعرفنها جيدا أو سبق لهن التعامل معها ويثقن في خبرتها، وذلك لتجنب الأضرار خاصة وأن الأمر يتعلق بجمال المرأة.