تعرف صالونات الحلاقة هذه الأيام أزمة حقيقية سببها نقص المواد الكيماوية الخاصة بصباغة الشعر، حيث تردد بين الحلاقات ومحلات بيع مواد التجميل أن هذه المواد نفذت من الأسواق بسبب استعمالها من قبل الجماعات الإرهابية في صنع المتفجرات، تماما مثلما حصل مع الأسمدة التي يستعملها الفلاحون. * وحسب ما استقيناه من معلومات من سوق الجملة ببومعطي بالحراش وسوق دبي بباب الزوار، حيث تتبضع الحلاقات وأصحاب الصالونات، فإن المواد المعنية بالندرة هذه الأيام هي المواد الخاصة بصباغة الشعر، والمتمثلة في الغبرة المزيلة للألوان "بلان دور" وكريم الأوكسيدون المرافق لها، وهما مستحضران كيماويان يخلطان مع بعضهما لإزالة اللون وتثبيت صبغة الشعر، ودون هذه المواد لا يمكن للحلاقات أن يقمن بصباغة شعر زبائنهن ولا إزالة الألوان، علما أن إقبال الجزائريات على صبغ شعرهن خلال السنوات الأخيرة زاد بشكل جنوني، ما جعل توفر هذه المواد الكيمياوية في السوق ضروريا وبكميات كبيرة. * * ويعود سبب الندرة حسب البائعين إلى قلة إنتاج هذه المواد في الآونة الأخيرة، وتوزيعها بكميات قليلة من قبل المخابر المنتجة لمستحضرات التجميل، كما يتردد بين الخاص والعام من أصحاب مهنة الحلاقة والتجميل أن هذه المواد أصبحت محط اهتمام الإرهابيين الذين يستعملونها لصناعة القنابل والمتفجرات لاحتوائها على مواد أولية هي من أساس صناعة المتفجرات، مثل الكبريت، سيترات الصوديوم، سيترات الألمنيوم، الأمونياك، البوتاسيوم، بيروكسيد الهيدروجين وحامض الفوسفوريك. * * وإذا كان تأثير ندرة المواد الكيماوية الخاصة بصباغة الشعر لا يمكن أن يرقى إلى الاهتمام الوطني مثل الأسمدة الفلاحية، إلا أن زبونات صالونات الحلاقة يدفعن ثمن هذه الندرة في صمت، حيث يتعرضن للابتزاز والتلاعب في الأسعار من قبل الحلاقات، حيث قفزت أسعار صبغ الشعر للزبونة الواحدة إلى حد 3000 دج وأكثر في بعض الصالونات التي تدعي الرقي دون ضابط، بحجة ندرة المواد الأساسية للصباغة وقلتها في السوق، خاصة في فترة الصيف هذه، وتحديدا نهاية شهر جويلية وطوال شهر أوت، وهي ذروة الطلب على خدمات صالونات الحلاقة والتجميل في الجزائر بسبب كثرة الأفراح والأعراس والولائم والمناسبات السعيدة. * * وعند اتصالنا بعدد كبير من مخابر تحضير مواد التجميل، وجدنا عددا كبيرا منها في عطلة مطولة إلى غاية شهر سبتمبر، وأجابنا أحدهم أن الندرة ترجع أكثر لقلة الإنتاج خلال فترة العطل، الشيء الذي نفاه آخر، مؤكدا أن إنتاج السنة يوفر فائضا لتغطية السوق خلال العطلة، وأرجع بنفسه الندرة إلى نقص تزويد المخابر والمصانع بالمواد الكيماوية الأساسية التي تتقاطع في بعض الأحيان مع الأسمدة الفلاحية ومواد التنظيف بسبب استعمالها في صناعة المتفجرات على الطريقة التقليدية.