حركة غير عادية تلك التي رصدتها “السلام” أمس في المقر المركزي لجبهة التحرير الوطني بحيدرة، حيث اجتمعت قيادة أركان حزب جبهة التحرير الوطني في موعد لم يكشف عن كل أسراره، وسط تأكيد مصادر مطلعة ل«السلام” أنّ اللقاء له صلة وثيقة بالتحضير للمواعيد السياسية القادمة التي يتصدرها استفتاء تعديل الدستور وكذا محليات ديسمبر القادم. وعمد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفالان إلى استدعاء أعضاء المكتب السياسي وسائر القياديين على غرار الوزراء، في حراك يقرأه المراقبون والمتتبعون للتطورات الحاصلة داخل بيت حزب جبهة التحرير الوطني، بأنها تحضيرات تسبق إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الحكومة التي تباينت وجهات نظرهم في أسباب تؤخر ميلادها، بالرغم من تواجد ستة قطاعات في حالة شغور بعدما ربطها البعض برغبة القاضي الأول في البلاد بأولوية تعديل الدستور الذي سيرسم بحسبهم، ملامح الجهاز التنفيذي وطبيعة نظام الحكم على حد سواء. واكتفى عبد القادر زحالي عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة الطلبة والشباب بحزب جبهة التحرير الوطني في تصريح ل«السلام” بتأكيده على أنّ مضمون اللقاء الذي جمع قادة وإطارات الأفالان طوال الفترة الصباحية لنهار أمس، دار حول التحضير للندوة التكوينية لمحافظة الجزائر وسط التي ستعقد بحسبه بالعاصمة في العاشر من شهر أوت الداخل تحت إشراف عبد العزيز بلخادم الأمين العام للحزب، مشيرا إلى حضور حوالي 600 شاب مناضل بالأفالان للمحاضرتين اللتين خصصت لهم في إطار احتفال التشكيلة السياسية التي ينضوي تحت لوائها بخمسينية استرجاع السيادة الوطني. وقال زحالي بأن الجامعة الصيفية ستجري أيام “10 و11 و 12” من شهر سبتمبر حيث ستخصص عديد الندوات والمحاضرات التي سيتطرق من خلالها دكاترة وخبراء إلى المشاكل التي تتخبط فيها قطاعات الدولة وعلى رأسها مشاكل السكن والشغل، مبرزا أهمية التوصيات التي ستتمخض عن مشاركة الشباب، على اعتبار أن وزراء الحزب العتيد سيستعينون بها بالإضافة إلى باقي الوزراء. وفي رده على احتمال عودة غالبة الحقائب الوزارية لقوة السياسية الأولى في البلاد، أوضح ذات المتحدث بأن القرار يرجع لرئيس بوتفليقة في اختيار أعضاء الحكومة وفقا لدستور الجزائري.