يشكو سكان قرية تابوكرت ببلدية تيزي راشد بتيزي وزو من انعدام الغاز الطبيعي الذي أثقل كواهلهم وحولهم إلى المعذبين في الأرض بعد أن أوصدت عليهم أبوابه، والنقص في الماء الشروب خاصة في فصل الصيف، كما يشتكي شباب القرية من تفاقم آفة البطالة وانتشارها غير العادي، هذا المشكل العويص انعكس سلبا على معنويات ونفسيات الشباب، وخلّف نتائج وخيمة على الفرد والمجتمع، ونتيجة لجملة النقائص أضحت هذه الأخيرة رمزا للإقصاء والتخلف نتيجة لهذه النقائص. ويعاني سكان القرية من مشاكل جمة جعلتهم في عزلة منذ سنوات أثارت استياءهم وتذمرهم خاصة شباب القرية، الذين يشتكون من تفاقم آفة البطالة وانتشارها غير العادي، هذا المشكل العويص الذي ينعكس سلبا على معنويات ونفسيات الشباب يخلف من وراءه نتائج وخيمة على الفرد والمجتمع. وأدى الغياب الكلي لفرص العمل، بشباب القرية إلى قضاء يومياتهم بين المقاهي والتجول في الطرقات الأمر الذي جعلهم تربة خصبة لانتشار وترويج كل الآفات المهددة للكيان الاجتماعي كالمخدرات والخمور، ولاسيما السرقة مواطنو القرية التي بها أكبر كثافة سكانية تقدر بحوالي 3000 نسمة يعانون في صمت العزلة والتهميش بعد أن أصبحت أعين المسؤولين بعيدة عنها. وأضحى الفقر والحرمان من أبرز السمات الملازمة ليوميات سكان القرية لا تبعد عن البلدية إلا بكيلومترين، حيث تعاني من انعدام الغاز الطبيعي الذي أثقل كاهلهم وحول حياتهم إلى جحيم بعد أن أوصدت عليهم الأبواب. كما يعاني السكان من نقص الماء الصالح للشرب في فصل الصيف وأزمة المواصلات، أما الفئة الشبابية فتطبع يومياتها حالة البطالة وانعدام المرافق الشبانية السكان. وفي تصريحهم ل “السلام”، أكّد هؤلاء على أنّ مشكل انعدام غاز المدينة يعود إلى أمد بعيد، إذ طالب نزلاء القرية من السلطات المعنية تزويدهم بغاز المدينة من أجل وضع حد لمكابدتهم اليومية المتواصلة حيث أنهم يستعينون بقارورة غاز البوتان من أجل قضاء الحاجيات الأساسية رغم غلاءها في السوق. وبات غاز البوتان خاضع للمضاربة سيما في موسم تساقط الأمطار، حيث تباع ب250 دج، وفي فصل الصيف الذي يشهد حركة كبيرة في الأعراس، يزداد الطلب عليها الطلب كذلك، وأضحى المطلب ملّحا من طرف السكان، خاصة وأنهم بأمس الحاجة إليها، مع العلم أنها منطقة تمتاز بالبرودة في فصل الشتاء. وأبرز هؤلاء في السياق نفسه معاناتهم من نقص التزود بالماء الشروب خاصة في فصل الصيف المقدم عن طريق الشبكات المنزلية والتي تزيد من حدتها حيث يلجأ هؤلاء إلى اقتناء الصهاريج بأسعار جد مرتفعة، علما أنّ هذا المشكل يعود إلى عدة سنوات، حيث أصبح هؤلاء القاطنين تحت رحمة أصحاب الصهاريج والتي تباع بأثمان باهظة إذ يبلغ سعر الصهريج 800 دج. ومن نافلة القول، أنّ هذا الثمن مبالغ فيه مقارنة بالدخل المتواضع للسكان، أضف إلى النقص الفادح في المرافق والهياكل الشبابية، الثقافية، الترفيهية المجهزة التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة. وصرح لنا بعض الشباب أنّ هذا الافتقار يؤثر عليهم وينغص عليهم حياتهم وينعكس على يومياتهم بالسلب، خاصة مع معاناتهم من شبح البطالة التي تلقي بظلالها، خاصة وأنها أضحت تتفاقم بوتيرة غير عادية بالأخص بين أوساط الشباب. هذا المشكل ينعكس سلبا على معنويات ونفسيات الشباب يخلف من وراءه نتائج وخيمة على الفرد والمجتمع، فالغياب الكلي لفرص العمل في القرية جعل الشباب يقضون يومياتهم بين المقاهي والتجول في الطرقات، الأمر الذي جعلهم تربة خصبة لانتشار وترويج لكل الآفات المهددة للكيان الاجتماعي كالمخدرات والخمور والسرقة. وفي ظل كل هذا لم يجد شباب المنطقة من وسيلة للحصول على قوت يومهم سوى العمل بالفلاحة، خاصة في موسم الصيف من جهة، ومخافة ولوج الشباب البطال في ظلمة عالم المخدرات والانحرافات التي تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه من جهة ثانية. كما تشكو القرية من افتقارها في قاعات الانترنت التي تفي بتزويدهم بالمعلومات العلمية والتربوية والترفيهية، أما عن المشهد الثقافي أي المرافق الثقافية والهياكل التابعة لها فحدث ولا حرج، حيث تخلوا من مراكز للترفيه التي تعتبر من الضروريات في حياتهم. وعبّر لنا سكان القرية عن استيائهم وتذمرهم نتيجة انعدام وسائل النقل من قريتهم باتجاه مقر بلديتهم، وذكر القاطنون أنّ الوسيلة الوحيدة للنقل هي السيارات القادمة من القرى المجاورة التي تجتازهم وتحمل معها عدد ضئيل من القاطنين وتترك الباقية ينتظرون تحت أشعة الشمس اللافحة والمحرقة التي تشهدها البلدية في فصل الصيف أو امتطاء سيارات نزلاء القرية القليلة من جهة. ومن جهة أخرى، يستلزم منهم الأمر للتنقل إلى مقر البلدية أو أقرب نقطة لركوب الحافلات قطع مسافة لا تقل عن كيلومترين مشيا على الأقدام، والتي انعكست سلبا على سلامتهم وصحتهم.