فضائح بالجملة يعرفها قطاع مؤسسة بريد الجزائر على مستوى كافة مكاتبه بولاية الجلفة، خاصة مع بداية شهر رمضان الذي يشهد وككل سنة إقبالا كبيرا للزبائن من أجل سحب الرواتب وقضاء حاجياتهم، مع تحول معظم قباض البريد إلى “قباض أرواح” يتحكمون في رزق الزبائن ويقومون بممارسة ما يسميه البعض “إذلالا”. المعاناة التي يكابدها المواطن في رحلة البحث عن سحب أمواله تبدأ منذ الساعات الأولى لفتح أبواب المكاتب، أين يكون هناك تدافعا كبيرا وازدحاما خلّف في العديد من المرات حالات سقوط وإغماءات وسط النساء والكبار في السن، بعدها يقابلك الموظف أو الموظفة بابتسامة صفراء مرددا السيمفونية المشهورة في سلم نوتات البريد “الدراهم ماكش” أو “الماشينة حابسة”.. لتتحول هذه المكاتب بعد دقائق إلى ما يشبه المحتشدات من طوابير عريضة ومناوشات كلامية، وأحيانا عراك بالصفع واللكم، وفي غياب مكيفات هواء شغالة تصوروا الوضع في مثل هذه المكاتب ونحن نعيش في أعز أيام الحر. «السلام” رافقت زبائن بريد الجزائر بأحد مكاتب الجلفة، في يوم صيام حار زادته حرارة أعصاب المواطنين، الذي عبروا لنا صراحة عن تذمرهم الشديد من حجم المعاناة التي يكابدونها من أجل تحصيل مستحقات رواتبهم ومعاشاتهم، مع طول مدة الإنتظار والتفرج في وجوه عمال سئموها لتبقى تعطلات الحواسيب ونقص السيولة المالية الهاجس الأكبر لأصحاب الشهرية الذي صادف تواجدنا معهم يوم دفع رواتب ومعاشات المتقاعدين الذين يئسوا طوال يوم كامل من الوصول حتى عند “حسناء” الكشك، مما دفع بغالبيتهم للخروج أمام المبنى المركزي للبريد وقطع الطريق الوطني رقم واحد العابر لوسط المدينة احتجاجا ضد الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها يوميا. وما وقفنا عليه أيضا رفقة المواطنين، ظاهرة المتاجرة العلنية بالوثائق البريدية كالحوالات وصكوك الإنقاذ المتوفرة في كشك مقابل يملكه أحد المتعاملين ذو علاقة قرابة بمسؤولي مديرية البريد، إذ ومباشرة بعد أن يطلب زبون بريد الجزائر لوثيقة معينة كصك للإنقاذ يتم توجيهه مباشرة إلى ذلك الكشك المخصص” لاقتناء نسخة من صك الإنقاذ مقابل 20 دج للنسخة الواحدة، وهكذا دواليك “تبزنيس” على المباشر في مؤسسة تجارية بحجم بريد الجزائر التي تستعد لدخول مجال المنافسة العالمية يتواجدون في أبراج مكيّفة لا يعرفون ما يدور حتى في مكاتبهم التي هددها المواطنون بالحرق في العديد من المرات.