أعربت العائلات القاطنة بالمجمع السكني المحاذي لمصنع التبغ ببلدية باب الوادي، عن استيائها وتذمرها الشديد نتيجة عدم تدخل السلطات المحلية لأجل إيقاف نشاط المصنع المذكور، هذا الأخير تسبّب لهم بأمراض صحية مزمنة نتيجة تلوث الهواء الذي يتنفسونه، إذ يأتي ممزوجا بالمواد المستخدمة في صناعة التبغ والكبريت. لدى اقتراب “السلام” من ممثلي العائلات، أبدى هؤلاء انزعاجهم الشديد من الوضعية التي يعيشونها منذ 40 سنة نتيجة عدم توقف نشاط المصنع أو تغييره حتى، وهو الأمر الذي ولّد لديهم امتعاضا شديدا بسبب الروائح المنبعثة من مادة النيكوتين وكذا مختلف المواد الأخرى المستخدمة في صناعة التبغ والكبريت. وأكّد السكان أنّ هذه الروائح أضحت مع مرور الوقت تسبّب اختناقا وضيقا في التنفس، خاصة عند فئة المصابين بالأمراض الصدرية المزمنة، وهو الأمر الذي زاد من حدة معاناتهم بسبب زيادة مصاريفهم على اقتناء الأدوية، كما أنّ حرمانهم من استنشاق هواء نقي أدى إلى تدهور حالتهم الصحية، خاصة منهم فئتي الأطفال وكبار السن، خصوصا وأنّ معظمهم مصاب بالحساسية وضيق التنفس بسبب الهواء الملوث بالسموم التي يتنفسونها يوميا. كما أثارت النفايات المتراكمة أمام المصنع حفيظة السكان، وتسببت في انبعاث الروائح الكريهة بسبب اختلاط مختلف المواد فيما بينها، كما أنها أدت إلى انتشار الحشرات الضارة منها الناموس والذباب، وزاد ارتفاع درجات الحرارة من حدة انبعاث الروائح الكريهة بالمكان، وما زاد من شدة انزعاج السكان واستيائهم هو الضجيج الذي يسببه مرور الشاحنات نهارا وليلا، ويصل في كثير من الأحيان إلى ساعات متأخرة لأجل توزيع التبغ، وهو ما حرمهم من النوم - حسب ما جاء على لسانهم-، هؤلاء الذين أكدوا أنهم قاموا في العيد من المرات بمراسلة السلطات المحلية لأجل إيجاد حل للمشكل الذي أضحى يؤرقهم وينغص يومياتهم، بيد أنه وحسب ما أكده السكان فإن مطلبهم هذا لم يلقى أي رد. وعليه، يجدد السكان مناشدتهم للسلطات المحلية لأجل التدخل العاجل لرفع هذه المعاناة عنهم، خصوصا أن هذا الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، والذي قد يؤدي بحياتهم إلى التهلكة.