جدّد سكان قرية لمروج التابعة إداريا لبلدية ذراع قبيلة الواقعة شمال ولاية سطيف، مطلبهم القاضي بتخصيص برنامج استعجالي تنموي لحل المشاكل الجمة التي نغصت حياتهم، وأبرزها اهتراء شبكة الطرقات وغياب الغاز الطبيعي، ناهيك عن انعدام قاعات لعلاج وإسعاف مرضى المنطقة. فور وصولنا إلى لمروج أول شيء لاحظناه هو الوضعية المزرية لطرقها وشوارعها، إذ وجدنا صعوبة كبيرة في التنقل هناك، ليؤكد لنا بعض السكان الذين التقينا بهم أن الوضعية تزداد سوءا في الشتاء، فبعد تساقط قطرات قليلة من الأمطار في اليومين الماضيين غرقت هذه الطرق بالمياه والأوحال. كما تحولت هاته الطرقات إلى برك من المياه القذرة والمستنقعات وتصبح الأوحال والسيول الجارفة هي سيدة الموقف هناك، هذه الوضعية يعيشونها حتى في فصل الصيف بسبب التسربات التي تنجر عن اهتراء أنابيب المياه، كل ذلك يؤدي إلى عرقلة حركة المواطنين وتنقلاتهم اليومية خصوصا في الوقت الذي ينتقل فيه الأطفال إلى المدارس. هذا وأكد السكان أن هذه التسربات الدائمة لقنوات الصرف المياه الصحي تملأ المنطقة على مدار السنة، وهو الأمر الذي خلق حالة تعيق حركة المركبات والراجلين، ليبدون بذلك تخوفهم الشديد من تبعيات هذا الوضع لاسيما وأن المياه القذرة تختلط بمياه الشرب مما يرجع سلبا على صحة السكان ويعرضهم للإصابة بأمراض خطيرة. وفي الشأن ذاته، عبّر مواطنو البلدية عن تذمرهم الشديد جراء معاناتهم، وأضاف محدثونا أن تلك المشكلة قد عكرت صفو حياتهم اليومية وضاقوا ذرعا طيلة السنوات الفارطة، وهم يتخبطون في مشكل الطرقات دون إيجاد حل نهائي له، رغم أنهم في كل مرة يتقدمون بشكاوى كتابية أو شفوية للسلطات البلدية، غير أنهم غالبا ما يلقى طلبهم الرفض. وذكر البعض أنهم يجدون صعوبة كبيرة حين عبور تلك المسالك بسبب كثرة الحفر، وهو ما زاد من تذمرهم كل مرة، هذا في الوقت الذي وجه فيه هؤلاء أصابع الاتهام إلى المسؤولين المتداولين على عرش البلدية، والذين لم يحركهم ساكنا هذا المشكل رغم أن الوضع يمس البلدية، معتبرين أن الأمر كأنه لا يعنيهم. ومن جهة أخرى يضطر السكان أيام موجة البرد والثلوج المتساقطة التي تعرفها المنطقة كل سنة، إلى اقتناء قارورات غاز البوتان بأسعار مرتفعة تجاوزت في بعض الأحيان 350 دينار للقارورة الواحدة إن وجدت، أو الاضطرار إلى التوجه إلى مقرّ البلدية لاقتناء هذه المادة الأساسية في ظل غياب النقل وبعد المسافة، وأمام غياب البديل لذلك يلجأون إلى الغابات المجاورة للمنطقة لأجل الاحتطاب والتدفئة، بالرغم وصول هذه المادة الحيوية إلى عدة بلديات كانت مصنفة في خانة البلديات النائية، على غرار عين لقراج، بني ورتيلان، بني موحلي، إلا أنهم حرموا من هذا المرود الهام الذي أصبح في وقت وجيز من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها، لهذا السكان يطالبون بالإسراع في القيام بمشاريع تنموية كفيلة بإخراجهم من العزلة المحيطة بهم.