لا تزال أحياء ديدوش مراد وبني حميدان بقسنطينة، غارقة في أوساخ لا متناهية تعكس زيف تصريحات مسؤولي النّظافة الذين تفننوا في التغني بحالة أحياء البلدية، بيد أنّ الزائر للأحياء المذكورة يلاحظ العكس سيما مع تراكم الأوساخ والقاذورات وتشكيلها ديكورا يوميا معتادا ودائما بقلب عاصمة الجسور المعلقة. هذا الواقع نغّص حياة السّكان وجعلهم في حالة اشمئزاز دائم بفعل تشوّه المنظر الجمالي لأحيائهم والكثير من الشوارع الرئيسية، وعلى سبيل الذّكر لا الحصر، تعاني منطقة وادي الحجر ببلدية ديدوش مراد أزمة نظافة، اعتبرها سكان الحيّ بمثابة الكابوس الذي يحلّ عليهم مع دخول فصل الصّيف، وتراجع أداء فريق عمال النّظافة الذين توكل إليهم مهمّة جمع القمامة من أوساط الأحياء للحدّ من انتشار الروائح الكريهة والبعوض وأنواع الحشرات الضارة المساعدة على نقل الكثير من الأمراض إلى البيوت والأمراض الجلدية المختلفة الناتجة عن تنامي الحشرات، وسط هزال أدوار البلدية في محاربتها عن طريق حملات النظافة ورشّ شوارع الأحياء بالمبيدات التّي تقضي عليها. هذا وبحي 500 مسكن والمنطقة المعروفة بالڤرابة، ندّد العشرات من التّجار وسكان الحي المجاور للسوق اليومي الواقع وسط بلدية ديدوش مراد، بالوضع الكارثي الذّي تعاني منه السّوق بعد عزوف طاقم عمال النّظافة عن جمع مخلّفات التّجار منذ مدّة معتبرة، الشيء الذّي أزعج المواطنين بعدما غطّت الرّوائح الكريهة جلّ الشّوارع المجاورة لها. في السياق نفسه، تعاني منطقة سيدي أعراب بكاف صالح من تفاقم أعداد الأكياس البلاستيكية التّي أصبح شكلها المخجل مطبوعا على وجه المنطقة التي تعرف تهميشا واسعا، حيث تتواجد حاويات القمامة وسط أكوام الأشواك المحيطة بالمباني، الأمر الذّي جعلها عرضة للحشرات الطّائرة والزّاحفة ناهيك عن انتشار الرّوائح الكريهة التي ألفها السكان كألفة الشّكاوى التي قدّموها للسّلطات المحلية للبلدية، بعدما أصبح الخطر يتهدّد صحّة الأطفال الذّين لم يجدوا مساحة للعب سوى بمحاذاة المزابل، هذه الأخيرة التّي اتسعت رقعتها لتجاور منازلهم وسط صمت مطلق ولامبالاة من أعضاء المجلس الشّعبي البلدي الذّين تناسوا الحالة المزرية التّي خلفّها انفتاح حاويات القمامة على الشّوارع الرّئيسية عبر جميع أحياء كاف صالح. هذا الواقع دفع بالسّكان للتساؤل عن دور مكتب النّظافة الذّي يبدو أنّه اقتصر على رفع التّحديات الرّامية لتقليص رمي المواطن لمخلفاته خارج بيته دون الاهتمام بوتيرة عمل الشّاحنات النّاقلة لتلك الأوساخ، أو الالتفات للقمامة التّي تكتسح طرقات المنطقة وأراضيها الفلاحية، بالنّظر لانعدام الأماكن المخصّصة لفعل ذلك تحت شعار “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”. وتعاني بلدية بني حميدان ومعظم القرى المنتشرة عبر البلدية كعين الحامة من انعدام حاويات القمامات، الشّيء الذّي دفع بالسّكان إلى رمي أوساخهم على مستوى الشّوارع وبعض المناطق الفلاحية التّي اكتسحتها الفضلات، فأحالت دورها الإنتاجي إلى خطر حقيقي يهدّد حياة السّكان نظرا لقربها من بيوتهم ومكان جلبهم للمياه، سيما أنّهم يعانون من إشكالية عدم تزويد حنفياتهم بالماء الشّروب منذ سنوات الاستعمار على الرّغم من عديد الشّكاوى المقدّمة للهيئات المسؤولة إلاّ أنّه لا حياة لمن تنادي. وبالإضافة لعين الحامة، فإنّ سكّان قرية فج الفرحة أيضا يعانون من الرّوائح الكريهة المنبعثة من كلّ الجوانب، وكذا إشكالية عدم نظافة الخزّان المائي الذّي يستعمله السّكان للشّرب، فيما تكاد تغرق قرية السطارة أيضا في المياه القذرة التّي تتدفّق من كلّ الجوانب، نظرا لانعدام قنوات الصّرف الصّحي، وهو ما يعود على البيئة بسلبيات لا حصر لها، فيما تبقى صحة المواطنين في خطر بسبب تأثيرات هذه الظّاهرة التيّ كان على المسؤولين مراعاتها والالتفات لها. هذا وبالنظر لهذه الأسباب وأخرى، ناشد رؤساء الأحياء ورؤساء الجمعيات النّاشطة بتلك المناطق رئيسي دائرتي حامة بوزيان وزيغود يوسف، بتخصيص زيارات تحمل نظرة جدية وقرارات فعلية تتجسّد على أرض الواقع لإخراج السّكان من حياة البؤس ووضعهم، ممّا يؤهلهم حينها للتّحدث عن إنجازاتهم عبر الإذاعات وغيرها.