الخضر المنتخب الأكثر إبهارا على عكس العديد من التوقعات التي سبقت البطولة، لم يكن لزيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الإفريقية (كان 2019)، تأثير سلبي ملموس على حجم الإثارة والندية. وساهم في ارتفاع المستوى، عملية الحسابات المعقدة التي سيطرت على معظم المجموعات، خلال الجولة الثالثة من مباريات الدور الأول، لاسيما مع الحاجة إلى تحديد أفضل أربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث. سطوع “الخضر“ وتمكن منتخبنا الوطني الجزائري (الخضر) من الخطف الأضواء بعد بات المنتخب الأكثر إبهارا في كان مصر التي تجري حاليا إلى غاية ال19 جويلية الجاري، وقدم أشبال الناخب الشاب جمال بلماضي ثلاث مباريات قوية، وتغلب بجدارة على كينياوالسنغال(المرشح الأبرز لنيل اللقب وأغلى تشكيلة في القارة السمراء) وتنزانيا. وبدا المنتخب الجزائري الأكثر اكتمالا في الصفوف، والأفضل جاهزية من باقي المنتخبات، ليصبح المرشح الأبرز للفوز باللقب، إلا في حال تراجع مستواه. مفاجآت محدودة وكان لتأهل 16 منتخبا إلى الدور الثاني، دور كبير في خلو الدور الأول من المفاجآت الثقيلة، التي تتعلق بخروج أي من المنتخبات الكبيرة مبكرا، حيث اشتملت قائمة المتأهلين على جميع المنتخبات التي سبق لها التتويج باللقب. وكانت معظم المنتخبات التي ودعت البطولة من الدور الأول، من الفرق صاحبة المستوى المتوسط، أو التاريخ المتواضع على الساحة الإفريقية. وتمثلت المفاجأة الكبيرة الحقيقية في المستوى المتميز الذي ظهر عليه منتخب مدغشقر، وتصدره المجموعة الثانية على حساب فريق عريق مثل المنتخب النيجيري، الفائز باللقب ثلاث مرات سابقة. وكان المنتخب الأنجولي هو أبرز المنتخبات الثمانية، التي ودعت البطولة من الدور الأول. تذبذب مستوى الكبار رغم تأهل جميع المنتخبات الكبيرة إلى الدور الثاني، كشفت فعاليات الدور الأول عن تراجع مستوى العديد منها، رغم امتلاكها ذخيرة من اللاعبين البارزين. ولفت المنتخب المصري الأنظار بأدائه المتذبذب والمتواضع، في العديد من الفترات، وهو ما ظهر بصورة واضحة للغاية في مباراته الثالثة بالمجموعة أمام نظيره الأوغندي، الذي كان الأفضل تماما، على الأقل في الشوط الأول، وعانده الحظ كثيرا قبل أن يحرز محمد صلاح هدف التقدم. لكن الفريق بدا قادرا على استغلال بعض الفرص لتحقيق الفوز، كما بدا معتمدا بشكل كبير على قوة خط الدفاع بقيادة أحمد حجازي، وعلى عنصر الخبرة الاحترافية الكبيرة في حسم المباريات، من خلال الثنائي محمد صلاح ومحمود حسن (تريزيغيه). ولم يكن المنتخب المصري هو الفريق الكبير الوحيد، الذي قدم مستويات متذبذبة في الدور الأول، بل ينطبق هذا أيضا على منتخبات الكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا وجنوب إفريقيا، كما ينطبق بشكل أقل على المغرب ومالي. كما لم يظهر المنتخب التونسي (نسور قرطاج) بالمستوى المتوقع، وتأهل للدور الثاني برصيد ثلاث نقاط فقط. الشح التهديفي وشهدت فعاليات الدور الأول 36 مباراة، بواقع ست مباريات في كل مجموعة، انتهت 26 منها بالفوز وعشر مباريات بالتعادل. واهتزت الشباك 68 مرة بتوقيع 57 لاعبا، حيث سجل 11 لاعبا هدفين، وأحرز 46 لاعبا هدفا واحدا. وبمقارنة هذا العدد من الأهداف، مع الأهداف التي شهدها الدور الأول في النسخة الماضية عام 2017 بالغابون (52 هدفا)، يبدو العدد أكبر في النسخة الحالية. لكن الواقع يؤكد أن الدور الأول في النسخة الماضية كان أكثر تهديفا، حيث سجلت الأهداف ال52 في 24 مباراة فقط، بمتوسط تهديف بلغ 17,2هدف في المباراة الواحدة، مقابل 89,1 هدف في المباراة الواحدة بالدور الأول في هذه النسخة، علما بأن خمس مباريات فقط في البطولة الحالية انتهت بالتعادل السلبي. وكان منتخبا الجزائر ومالي هما الأعلى تهديفا، برصيد ستة أهداف لكل منهما، وتليهما منتخبات مصر ومدغشقر والسنغال وكوت ديفوار برصيد خمسة أهداف. ورغم ظهور العديد من الإنذارات في الدور الأول، اقتصرت حالات الطرد على ثلاث بطاقات حمراء فقط، كانت أولها للغاني جون بوي أمام بنين، وتلاه كريستوف ندواروجيرو لاعب بوروندي في مباراة غينيا، والكيني فيلمون أوتينو ضد السنغال.