تشكّل منطقتا تيڤزيرت وامرزقن التابعتان لولاية تيزي وزو، جوهرتين سياحيتين بكل المقاييس تحتاجان للاستغلال، خصوصا في ظلّ ما تمتلكه المنطقتان المذكورتان من متاحف على الهواء الطلق، وما تزخر به من انفراد جمالي أصيل، على غرار نفحات وصور رائعة عن منطقة قبائل حية وعامرة تتيح لعشاق الفضاءات السكينة سلاما ودفئا واحساسا بجزائر هادئة خلاّبة، وفي هذا الاستطلاع الذي أنجزه مندوب “السلام”، نسلط الضوء على راهن وآفاق هاتين الأيقونتين. في مقام أول، تزيد مساحة تيڤزيرت عن 30 كلم، يحدها من الشرق بلدية افليسين ومن الغرب بلدية ميزرانة ومن الجنوب ماكدوة ومن الشمال البحر، وتتكون من سبعة عشر دوارا وبها 28 مجموعة فلاحية و17 مستثمرا فرديا وما يقارب 370 مستفيد. وتعتبر تيڤزيرت التي يبلغ عدد سكانها 11000 نسمة من البلديات المتوسطة نسبيا، بها وحدة خاصة لصناعة الآجر توظف ما يربو عن 150 عامل، هذا ما جعل نسبة البطالة تنخفض نوعا ما، سيما مع سعي السلطات المحلية إلى تحقيق العديد من المشاريع مع تركيزها على محورين أساسيين هما مجالي الكهرباء والماء، وجعلهما في مستوى متطلبات المواطنين. كما تضم تيڤزيرت 5 مدارس ابتدائية ومتوسطتين، أما فيما يخص السكن فلا تزال البلدية غير قادرة على إسكان كل المحتاجين، علما أنّه تم تسجيل 40 سكنا ريفيا في المرحلة الأولى ثم 70 في المرحلة الثانية. كل شيء جميل بتيڤزيرت، سيما عندما يقف المرء على قمة جبل شرفة فهو يوجد على احد المرتفعات التي تعلو سطح البحر ب130 متر، وممكن جدا أن يصبح هذا المكان قبلة للسياح في غاية الجمال خصوصا عندما يتم إنجاز الطريق حيث سيزداد عدد السياح بهذا المكان، وأقل ما يقال أن الكثير من السياح يساهمون في حالة الاكتظاظ التي تعرفها المنطقة في فترة المساء، غير أن المرافق الخدماتية يشوبها نقص كبير على صعيد الفنادق والمنتجعات والمطاعم. وحسب المعلومات التي استقيناها من المواطنين، فإنّ هذه الأماكن السياحية التي تحتاج إلى برمجة الخدمات التي ظلت تنتظر الاستغلال ومحاولة إعادة تأهيل هذه المنطقة، فالحياة لا تتوقف هنا عند المساء في فصل الصيف، ولا يجد الزوار المتجولون أحيانا شيئا يتناولونه، علما أنّ كل هذه المؤهلات الطبيعية كفيلة بلفت انتباه المعنيين بالقطاع السياحي، نظرا للتنوع البيولوجي في تيڤزيرت وثراء غاباتها الممتدة على نحو 300 هكتار، ما يجعلها مكانا مهيئا لتحقيق وثبة سياحية. بدورها تمثل قرية امرزقن أرضية خصبة لفعل سياحي مستدام، وتقع هذه القرية في الجنوب الشرقي لبلدية ماكدوة في ولاية تيزي وزو، لها حدود مع بلدية بوجيمة وتبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 19 كلم، فهي تعتبر منطقة عبور للعديد من المناطق نحو الساحل أهمها تيڤزيرت ويغلب على المنطقة الطابع الفلاحي، حيث تتشكل في معظمها من عدة احياء ومساحات زراعية شاسعة، هذه المزايا التي تضاف إلى الموقع الاستراتيجي للبلدية ترشحها للاستفادة من مشاريع خاصة في القطاع السياحي، بعدما استفادت من حصص سكنية ذات طابع اجتماعي وتساهمي وريفي. «السلام” زارت المنطقة وتحدثت إلى سكانها، حيث أجمع هؤلاء على ضرورة تدعيم البلدية بمشاريع تنموية وترفيهية وسياحية، نظرا لما تزخر به من إمكانات ومزايا طبيعية قلما تجدها في بلدية أخري، ويأتي إنجاز مركب رياضي شبه أولمبي وحديقة للتسلية على رأس المطالب التي يلحّ عليها قاطنو البلدية، خاصة وأن الموقع مناسب جدا لمثل هذه المشاريع، إضافة إلى إنجاز الطرقات المتدهورة. وليكتمل المشهد السياحي، اقترح السكان تشييد فنادق في الجوار ومراكز طبية للراحة والاستجمام تخصص للمرضى والمسنين، وطالب السكان أيضا بإنشاء منطقة للنشاطات الصناعية، وهو ما من شأنه أن يساهم في التخفيف من شبح البطالة وتوفير مناصب شغل تمكن أبناء البلدية من توفير لقمة العيش، لنفض الغبار عن المعلم التاريخي والمنطقة السياحية ككل، وتنشيط الحركة بها. ويرى متابعون أنّ استكمال البلدية جزءا من الطريق المزدوج المار بجوار منطقة سيدي نعمان، سيمكّن من فتح آفاق الاستثمار في المجال السياحي من خلال استغلال المساحات الشاسعة المحيطة به، وإنجاز مختلف الهياكل ومرافق الإيواء والترفيه والاستجمام والراحة. هي طموحات مشروعة قد تتحوّل معها منطقتا تيڤزيرت وامرزقن إلى قطبين سياحين، ما يشرّع الأبواب أمام تحسين ظروف المعيشة وتخطي محذوري الفقر والحرمان، خاصة أولئك الذين احتضنتهم الدواوير والمداشر المتناثرة هنا وهناك ونقلناها إلى مسؤولي البلدية، فأقروا بحقيقة الأوضاع، مؤكدين أنّ البلدية عاجزة بعض الشيء عن توفير كامل الضروريات والأساسيات التي يطالب بها المواطنون، خاصة منهم القاطنين في القرى النائية وهذا ليس تقصيرا أو تهميشا منهم على حد قولهم بل لقلة الإمكانات وشح المداخيل.