على بعد حوالي70 كلم شمال شرق ولاية تيزي وزو، تقع بلدية إفليسن الساحلية والسياحية التابعة لدائرة تيقزيرت، هذه المنطقة التي تزخر بجمال طبيعي خارق إمتزجت فيه زرقة مياه شريطها الساحلي بغاباتها الخضراء الشاسعة والخلابة، وتتخللها مواقع أثرية قديمة إحتفظت ولعدة قرون بعراقة الحضارات المتعاقبة على المنطقة، التي تركت بصماتها في قرى ومداشر مدينة إفليسن التي تلقب بإفليسن لبحار، أي ''إفليسن البحر''. الزائر لمدينة إفليسن لبحار، حتما، سينبهر بجمالها ومناظرها المفعمة بالهواء النقي والهدوء، حيث تبدو التلال المنحدرة عن سلسلة الجبال الشامخة الممتدة نحو البحر عبارة عن حقول بديعة، تحوي أشجارالزيتون والخروب والتين والرمان وغيرها، والتي تتخللها بيوت مبنية بالحجارة بهندسة معمارية قديمة، ترمز لقرى منطقة القبائل التي زادتها حيوية ونشاطا، قاطنوها وهم يزرعون حقولهم ومزارع خضراء مزركشة بألوان الأزهار التي زادت المنطقة جمالا وسحرا، هذه المدينة الجميلة التي تعتبر جوهرة عريقة بحاجة لاهتمام والتفاتة بعدما أفقدتها النقائص بريقها. وفي حديثه ل ''المساء''، ذكرالسيد تيزقوين محند أكلي رئيس البلدية أن إفليسن منطقة سياحية وساحلية جميلة تتميز بمناظر خلابة ومؤهلات تنتظر الاستغلال لترقيتها وتطويرها، مؤكدا على الحاجة الماسة لاهتمام المسؤولين بالولاية ومديري القطاعات المختلفة بالمنطقة لتنميتها وتحسين الإطار المعيشي لسكانها، موضحا أن البلدية التي تضم 38 قرية؛ منها أقوني موسي، اسناجن، تاقسبت، تيز نتمللت اربى، بوفلال وغيرها، إضافة إلى مجموعة من المداشر التابعة لها، التي تفتقر لعدة مشاريع تنموية، والتي من شأنها العمل على توفير متطلبات القاطنين بها، فضلا على عملها على جلب السياح والمستثمرين إليها من خلال إحاطتهم بكل الظروف والإمكانيات، خاصة وأن إفليسن تتميز بطابع سياحي خلاب بحكم توفرها على شريط ساحلي يمتد على مسافة 22 كلم، إنطلاقا من دائرة تيقزيرت (غربا) إلى مدينة آزفون (شرقا)، والذي يحوي شواطئ ساحرة وجميلة منها ابشار، اقمون، وشاطىء فرعون المستغل والذي تسمح به السباحة، فيما أدرجت الأخرى ضمن الشواطئ الخطيرة والتي تعتبر شواطئ (برية) ممنوعة للسباحة، إلا أن ذلك لم يمنع محبي وعشاق الطبيعة التوجه إليها، حيث تشهد على مدار أيام السنة، خاصة في موسم الصيف إقبالا كبيرا للعائلات لقضاء أوقات ممتعة بين أحضان البحر والاستمتاع بالمناظر الجميلة المحاطة بها، إضافة إلى القرية الأثرية ''تاقسبت'' التي لا تزال تحافظ على آثار حضارات خلت والتي جعلت من القرية قبلة للزوار والسياح، فقاصد المنطقة يمكنه أن يترك العنان لعينيه ليتجول في أرجائها ويكتشف معالم جنة منسية مطلة على البحر ومشدودة بالمرتفعات الجبلية، مانحة إياها الجمال البراق الذي يأسر القلوب، ما جعلها أكثر الوجهات السياحية لمحبي الجبال والمواقع الساحرة، وغيرها من المؤهلات التي تزخر بها المنطقة والتي هي بحاجة لدعم وتشجيع لاستغلالها أحسن استغلال، من شأنه أن يخدم المنطقة على وجه الخصوص والولاية عامة لاسيما في المجال السياحي. شاطئ التماريج و4 مناطق توسع سياحي مسجلة لدراسة تتميز مدينة إفليسن بطابعين فلاحي وسياحي، ولترقية هذا الأخير، برمجت مديرية السياحة لولاية تيزي وزو أشغال إنجاز الدراسات على مستوى 4 مناطق توسع سياحي هذه السنة، بغية توسيعها واستغلالها لخدمة المنطقة والولاية عامة، ما يدفع المستثمرين إلى إنجاز مشاريعهم بها، وتكون بذلك وجهة السياح والأجانب، غير أنه لم تظهر أية نتيجة بشأن تجسيد المشروع، حيث أعلنت مديرية السياحة عن المناقصة لاختيار المؤسسة التي تتكفل بأشغال تهيئة هذه المناطق التي تتواجد بكل من تاقسبت، أربض، أقمون، أبشار، لكن لم يتم بعد مباشرة الأشغال، حسب ما أوضحه رئيس البلدية. كما أشار المتحدث إلى مشروع آخر لا يقل أهمية عن السابق، والمتمثل في شاطئ التماريج بمنطقة تامدا أوقمون وتحديدا بالمكان المسمى ب''زقزو''، حيث رصد للمشروع حوالي5,87 مليون دج، وتقرر تدعيم الشاطئ ب 30 قاربا من نوع المهن الصغيرة، كما يسمح المشروع بإنتاج نحو 300 طن من الأسماك سنويا.