لطالما كان "الضريح الموريتاني" أو"قبر الرومية"، كما يفضل تسميته البعض، المتواجد ببلدية سيدي راشد بولاية تيبازة، وهو المعلم السياحي والتاريخي الهام، مزارا للعديد من السياح الأجانب والشخصيات السياسية والبعثات الدبلوماسية، نظرا لما يتوفر عليه من قيمة تاريخية وحضارية لا تقدر بثمن، ولعل من حسن حظ سيدي راشد أن احتضنت هذا المعلم، كونه يعتبر المصدر الوحيد لمداخيل البلدية، إلى جانب حصة قليلة من الضرائب المحصلة من المصنع الوحيد المتواجد على تراب البلدية، غير أن هذين القطبين السياحي والصناعي لم يشفعا ل"سيدي راشد" بأن تودع الفقر والتخلف والمعاناة، وبقيت بالتالي واحدة من أفقر بلديات الولاية. تقع بلدية سيدي راشد في الجنوب الشرقي لولاية تيبازة، لها حدود مع بلدية عين تاقورايت الساحلية "بيرار" ودائرة حجوط العريقة وبلدية الحطاطبة ودائرة العفرون بالبليدة، وتبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 9 كلم، فهي تعتبر منطقة عبور للعديد من المناطق الغربية نحوالساحل أهمها عين الدفلى والشلف. ويغلب على المنطقة الطابع الفلاحي، حيث تتشكل في معظمها من عدة "أحواش" ومساحات زراعية شاسعة، هذه المزايا التي تضاف إلى الموقع الاستراتيجي للبلدية ترشحها للاستفادة من مشاريع خاصة في القطاع السياحي، بعدما استفادت من حصص سكنية ذات طابع اجتماعي وتساهمي وريفي. "الحياة العربية" زارت المنطقة وتحدثت إلى سكانها، حيث أجمعوا على ضرورة تدعيم البلدية بمشاريع تنموية وترفيهية وسياحية، نظرا لما تزخر به من إمكانات ومزايا طبيعية قلما تجدها في بلدية أخرى. ويأتي إنجاز مركب رياضي شبه أولمبي وحديقة للتسلية على رأس المطالب التي يلحّ عليها قاطنو البلدية، خاصة وأن الموقع مناسب جدا لمثل هذه المشاريع، إضافة إلى إنجاز مصاعد هوائية من وإلى "الضريح الموريتاني". وليكتمل المشهد السياحي اقترح السكان تشييد فنادق في الجوار ومراكز طبية للراحة والاستجمام تخصص للمرضى والمسنين. السكان طالبوا أيضا بإنشاء منطقة للنشاطات الصناعية وهو ما من شأنه أن يساهم في التخفيف من شبح البطالة، وتوفير مناصب شغل تمكن أبناء البلدية من توفير لقمة العيش. وسعيا منها لنفض الغبار عن المعلم التاريخي والمنطقة السياحية ككل، وتنشيط الحركة بها، شقت البلدية جزءا من الطريق المزدوج يمر بجوار "الضريح الموريتاني" وهو ما سيمكن من فتح آفاق الاستثمار في المجال السياحي من خلال استغلال المساحات الشاسعة المحيطة به وإنجاز مختلف الهياكل ومرافق الإيواء والترفيه والاستجمام والراحة. نقلنا هذه الانشغالات والطموحات المشروعة لسكان يتشدقون إلى يوم تتحسن فيه ظروف معيشتهم ويتخطون الفقر والحرمان خاصة أولئك الذين احتضنتهم الدواوير والمداشر المتناثرة هنا وهناك ونقلناها إلى مسؤولي البلدية، فأقروا بحقيقة الأوضاع مستدلين بالمثل القائل "العين بصيرة واليد قصيرة"، مؤكدين أن البلدية عاجزة بعض الشيء عن توفير كامل الضروريات والأساسيات التي يطالب بها المواطنون، خاصة منهم القاطنين في الأحواش، وهذا ليس تقصيرا أوتهميشا منهم على حد قولهم بل لقلة الإمكانات وشح المداخيل، بحيث لا تكفي لتوفير النقل والشغل والماء والغاز وتعبيد الطرقات وغيرها من ضروريات الحياة.