لايزال مشروع المنتجع السياحي الضخم الذي كان مقررا أن يشيد بمنطقة '' مداغ '' الساحلية بوهران، يطرح عدة استفهامات بخصوص الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تأخر انطلاقه إلى حد الساعة. وكان رجال أعمال خليجيون أبدوا رغبة في الاستثمار بعاصمة غرب البلاد، نظرا للإمكانات السياحية التي تتوفر عليها، حيث أبدوا إعجابا كبيرا بمنطقة '' مداغ '' الساحلية التي تتوفر على جميع المقومات التي تؤهلها لتصبح مرآبا سياحيا يضاهي أو يفوق تلك الموجودة بدول الجوار. لكنهم عدلوا عن هذه الفكرة لأسباب تبقى لحد الساعة مجهولة، مع العلم أن مجموعة '' بروميدا '' الإيطالية، التي احتالت على السلطات الجزائرية، كانت قد وعدت هي الأخرى بإطلاق مشروع استثماري ضخم يستهدف إلى إنجاز مركبات سياحية ضخمة بعاصمة غرب البلاد بدءا بشاطئ '' مداغ '' الأخاذ، بغلاف مالي قدره 12 مليار أورو، كما ادّعت بأنها لها خبرة في مجال تسيير المؤسسات الفندقية لكنها انتهت في الأخير بأكبر عملية احتيال ذهب ضحيتها أحد أفخم الفنادق بوهران ذي تصنيف 5 نجوم، حيث كبّد مسير هذه المجموعة الإيطالية المحتالة صاحب هذا الفندق خسارة ب300 مليار سنتيم، ناجمة عن تراكم الديون التي لم يسددها إلى البنك الذي تولى تمويل هذا المشروع الضخم، مديرية السياحة بالولاية، رفضت من جهتها إحدى الدراسات التقنية التي قام بها أحد المكاتب من أجل إنجاز مركب '' مداغ '' السياحي، كونها لم تراع بعض الجوانب أثناء عملية إعدادها، وأقصت بعض الهياكل الهامة، كمرفأ صغير خاص بالزوارق، وكذا عدم إضافة مركب معدني باستغلال الوادي الذي يمر بالمنطقة، من شأنه أن يجذب الكثير من العائلات الراغبة في الاستجمام، ليبقى بذلك مشروع '' مداغ '' حبيس أدراج المديرية الوصية التي لم تحدد تاريخا محددا لبدء المشروع، يحدث هذا في ظل نقص المنتجعات السياحية في ولاية بحجم وهران، التي لم تعد قادرة على توفير خدمات أفضل لجحافل السياح الذين يقصدونها من الداخل والخارج، خاصة في موسم الاصطياف، فضلا عن انعدام رؤية لاستغلال المعالم الأثرية التي تزخر بها المنطقة، كقلعة '' سانتا كروز '' و '' قصر الباي ''...من أجل تحويلها إلى أداة للجذب السياحي.