عاد العرش العلوي أمس، ليهاجم بشدة فعاليات أمريكية ويتهمها بالانحياز للصحراء الغربية، بعدما بادر بعثة أمريكية بزيارة تفقدية لكل من منطقة المحافظات الصحراوية في الصحراء الغربية، ولمخيمات تندوف في الجنوب الغربي الجزائري واتهمه بالتحيز للشعب الصحراوي ودعم قضيتهم ضد المملكة المغربية. واتهم المغاربة وفد مؤسسة كينيدي الأمريكية بالقيام باستفزازات مباشرة للمدافعين عن مقترح الرباط لمنح الحكم الذاتي للصحراء الغربية وفق ما تقترحه السلطات المغربية، بحكم رفض المؤسسة الإنصات لكل وجهات النظر، حيث يستدل النشطاء على إقامة وفد المؤسسة في منزل الناشطة أمينتو حيدر الداعية إلى استقلال الصحراء الغربية عن الرباط، وهو ما اعتبره النشطاء يسقط مصداقية المنظمة الأمريكية في تقديم أي تقرير متوازن ومهني ومحايد للرأي العام الدولي حول حقيقة الوضع في الصحراء الغربية ومخيمات تندوف للبوليساريو. وفي محاولة للرد على الانتقادات التي عبرت عنها رئيسة مؤسسة كنيدي للسلطات المغربية بالقيام بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية،عمدت الكثير من وسائل الإعلام المغربية على بث وعرض تقارير إخبارية من مدن الصحراء الغربية تظهر المشاريع التي تقوم بها الرباط لتنمية المنطقة، وفي السياق ذاته التقى وفد مؤسسة كنيدي ببرلمانيين مغاربة قدموا صورة عن الإصلاحات التي تقوم بها الرباط في مقاربة ملف حقوق الإنسان في المملكة، مع الاعتراف بوجود نواقص لا تخجل الرباط من الإقرار بها.في سياق متصل أعربت اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي عن ارتياحها لتجديد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ثقته في مبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، أملة أن يعمل روس بصفة عاجلة على فرض احترام حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، حيث قال محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي أن اللجنة عبرت بعد تأكيد مهمة ومسؤولية كريستوفر روس من طرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن ارتياحها إزاء هذا الموقف الذي يعتبر رفعا للتحدي ويكرّس الشرعية الدولية، مضيفا أنّ هذا الموقف يعكس عمل الأممالمتحدة على نصرة حق الشعب الصحراوي وتقرير مصيره طبقا لمواثيق الأممالمتحدة فيما يتعلق بتصفية الاستعمار. كما أثنى رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي عزيمة وروح المسؤولية التي تتحلى بها جبهة البوليساريو قصد الوصول إلى تسوية عادلة ودائمة، الأمر الذي من شأنه وضع حد لتعنت المملكة المغربية في مواصلة سياستها في الهروب إلى الأمام وعدم امتثالها للشرعية الدولية ووضع حد للقمع و خروقات حقوق الإنسان، راجيا أن يتحقق روس ذلك إبان مواصلة مهمته في الميدان. هذا كما جددت عدم الانحياز دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، حيث أفردت الوثيقة النهائية التي رفعها مجلس وزراء خارجية الحركة في ختام أشغال اجتماعه أول أمس بالعاصمة الإيرانية طهران إلى القمة عدة فقرات هامة لقضية الشعب الصحراوي العادلة دعم توصيات وقرارات الأممالمتحدة المتعلقة بكفاح الشعب الصحراوي وبالنزاع الصحراوي المغربي، حيث أكدت الحركة على ضرورة تمتع الشعب الصحراوي بحقه في الحرية وتقرير المصير تماشيا مع المبادئ والأهداف المضمنة في ميثاق الأممالمتحدة، مشددة على أن كل الخيارات المطروحة للتسوية يجب أن تحترم التعبير الحر لتطلعات الشعب الصحراوي، مما يعني المرور حتما باستفتاء تقرير المصير كتسوية للنزاع الصحراوي المغربي.