أعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام بعث رئيس الدولة،عبد القادر بن صالح، برسالة تعزية اثر وفاة الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، أشاد فيها بمسار المرحوم ونضاله “المستميت” في حركة التحرير التونسية والمغاربية وبجهوده في بناء بلاده بعد الاستقلال. واعتبر بن صالح، في رسالة تعزية بعث بها إلى كل من محمد الناصر، رئيس الجمهورية التونسية المؤقت، والوزير الأول التونسي، وإلى أفراد أسرة المرحوم، أنّ فقدان المرحوم يعد رزأ على تونسوالجزائر والمغرب العربي والأمة العربية كلها، وقال “الجزائر تشاطركم شعبا وحكومة آلامكم وأحزانكم، وتعتبر كل دمعة ذرفتها على فقده عيون الأشقاء في تونس ذرفتها أيضا عيون إخوانهم في الجزائر تماما كما سقوا بدمائهم الزكية ودموعهم الغالية تراب ساقية سيدي يوسف وأماكن عديدة في الحدود المشتركة إبان الثورة التحريرية”، وأضاف “إنّ الراحل العزيز سيبقى خالدا في ذاكرة الجزائريين الذين لن ينسوا أبدا مواقفه الرائدة في مساندة الثورة الجزائرية وفي الذود والدفاع عنها ما وجد لذلك سبيلا داخل تونس وخارجها، وسيبقى لديهم كما كان وكما هو من ألمع القادة الذين حازوا بأعمالهم ومواقفهم الإجماع على ما تتسم به شخصياتهم من حنكة واتزان، وبُعد نظر”، وأردف رئيس الدولة قائلا “لقد دأب فقيدنا منذ الخمسينيات على نضال مستميت في حركة التحرير التونسية والمغاربية، وكافة رموز التحرر العربي والإنساني، وقد كابد الفقيد في سبيل ذلك غطرسة المحتل واستبداده وصبر وصابر فكان من الأوائل الذين أسهموا على مدى ستين عاما في بناء صرح تونس وتميزوا برجاحة العقل وسداد الرأي و بالعصرنة مع المحافظة على الأصالة في البناء والتشييد”. و جاء في رسالة التعزية أيضا “لقد كان بجهوده الخيرة رقما إيجابيا في مسيرة تونس المعاصرة، إذ ترك في مراحل حياته بصمته الواضحة في شتى المحطات ومختلف المناصب التي تولاها لاسيما عند توليه قيادة البلاد خلال السنوات الأخيرة لما أبدى فيها من بعد نظر من أجل إرساء دعائم الديمقراطية التوافقية بين كل القوى الفاعلة، واستطاع أن يسير بالبلد إلى التحول السلمي نحو ديمقراطية أصيلة غدت قدوة للأجيال في منطقتنا”. هذا وأعلن رئيس الدولة، عن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام عبر كافة أنحاء البلاد، وذلك ابتداء من أول أمس الخميس إثر وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وأمر أيضا حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية، بتنكيس العلم الوطني على سائر المؤسسات الرسمية والدوائر الحكومية إلى غاية اليوم.