تعتبر بلدية أولاد فاضل من أكبر وأعرق بلديات ولاية باتنة، تتربع على مساحة 205 كلم مربع، منها ثلاث قرى تشتهر بها على غرار لقرين، بولفرايس ودوفانة. حيث تقع في أقصى شرق ولاية باتنة يخترقها في الجنوب من الغرب إلى الشرق الطريق الوطني رقم 88 الرابط بين ولايتي باتنة وخنشلة ومن ميزات هذه البلدية أن المنطقة ذات طابع فلاحي رعوي. تشتهر أولاد فاضل بإنتاج الحبوب التي من بينها القمح والشعير، كما تتميز بإنتاج الخضر والفواكه خاصة منها التفاح والمشمش بالإضافة إلى التين الشوكي. لكن وللأسف الشديد منطقة أولاد فاضل التابعة لولاية باتنة عانت التهميش في العهد الذي سبق ومازالت إلى الآن تفتقر الى عديد المرافق وغيرها من أساسيات العيش الكريم، حيث يعيش شبابها البطالة التي استفحلت بشكل ملفت للانتباه، ناهيك عن الأوضاع الاجتماعية الأخرى التي تفتقر الى عديد المرافق الأساسية الى جانب البنية التحتية المزرية مما جعل عديد القطاعات الخدماتية لا تفي بالحاجة فمثلا الوضع الصحي للمنطقة يعاني عديد النقائص، وكذا طابع المنطقة الفلاحي هذا القطاع الحساس الذي يعاني من تهميش شبه كلي وإن لم نقل كلي فالفلاحين هناك لا تدعيم ولا إمكانيات تزدهر بها فلاحتهم فلحد كتابة هذه الأسطر، لا يزالون يستعملون آلات تقليدية وغيرها من الوسائل الخاصة الأخرى التي تعين إمكانياتهم الفلاحية. ويشكو مواطنو القرى التابعة لبلدية أولاد فاضل على غرار، لقرين، بولفرايس، دوفانة، من مشكل الطرقات هذه الأخيرة التي تشهد أوضاعًا مزرية وصعبة أثقلت كاهلهم وذلك جرّاء تعرضها لإهتراءات وحفر كبيرة عبرها مما يجعلها تتحول في فصل الشتاء الى برك مائية وأوحال يصعب الممر عليها من قبل مستعمليها نظرا لما تخلفها لهم من أعطاب متكررة لمركباتهم خصوصا الطرق المؤدية للقرى الغابية والراجلين. وأما في فصل الصيف فيبقى صراع هؤلاء بين تطاير الغبار واشتداد الحرارة. هذه الوضعية المتدهورة التي تعرفها شبكة الطرق الداخلية التي تزداد سوءا من يوم لأخر جراء التقلبات الجوية، وانعدام الصيانة حسب كثير من السكان أثرت سلبا على حركة تنقلهم، بعد أن أصبحت تشكل خطرا على أمن مستعمليها وسلامة مركباتهم نتيجة انتشار الحفر التي زادتها الأشغال المختلفة الخاصة بتجديد الشبكات، وكذا التدخل العشوائي لبعض المقاولات والمواطنين، حيث صارت هذه المشاكل مصدر قلق وتذمر لعامة السكان خاصة في الفترة الليلية التي تنعدم في بعض أزقتها الإنارة العمومية الكافية تستحيل معها الحركة والتنقل، حيث أضحى أصحاب المركبات يتكبدون مصاريف إضافية عن إصلاح أعطاب مركباتهم بشكل مستمر نتيجة للوضع الرديء للطرق بإعتبارا أن المنطقة ذات طابع فلاحي، كما أن الأمر أثر بصفة سلبية نوعا ما على القطاع الفلاحي، إذ يجد الفلاحون صعوبات جمة في أنشطتهم اليومية في ظل غياب كلي للمسالك الفلاحية جعل عمليتي جني المحاصيل الزراعية بالمستحيلة، ما أدى في غالب الأحيان إلى تكدس المنتوج وتعرضه للفساد. في وقت يؤكد الكثير من الفلاحين والموالين الناشطين هناك والراغبين في خدمة أراضيهم واستصلاحها أن المناطق الفلاحية والرعوية لم تستفد من مشاريع الدعم الفلاحي بالقدر الكافي، الذي من شأنه تغطية جل المناطق النشطة في ميدان الفلاحة والرعي إلا التي استفادت منها بعض المناطق سابقا، وتحتوي بلدية أولاد فاضل على مناطق فلاحية بامتياز، غنية بأراضيها الخصبة ومائها ورخوياتها المتنوعة فيما يعد نموذجا مهما لغنى المنطقة التي تنتظر التفاتة المصالح الفلاحية والسلطات المحلية وكذا الولائية الغائبة عنها كليا. للنتقل بذلك إلى شباب البلدية الهائم بين البطالة والفراغ الثقافي حيث تنعدم المرافق الشبانية والرياضية بالبلدية، إلا على ملعب الماتيكو، وبعض المساحات الشبيهة بالملاعب الترابية، كما تعاني المكتبة البلدية جمودا واضحا جراء عدم تجهيزها وجعلها في خدمة الطلبة بالمنطقة خاصة اولئك الذين يبعدون عنها، وقد طالب الشباب في العديد من المرات السلطات المحلية بضرورة الالتفاتة إليهم وتوفير ولو الحد الأدنى من المرافق الشبانية والثقافية والرياضية ككل البلديات، التي من شانها خلق فضاء لهم للتسلية والترفيه والتثقيف وكونها الملاذ الأحسن لهم من انحرافات الشارع واللجوء إلى مختلف المظاهر السيئة كالمخدرات والسرقة وغيرها، النقل هو الأخر إشكالية تعاني منه البلدية خاصة القرى والمداشر المتواجد بها حيث لا يزال غياب النقل المدرسي هاجسا يؤرق التلاميذ القاطنين بالمناطق المذكورة على غرار لقرين وبولفرايس، حيث أصبحت حياة التلاميذ، معظمهم تلاميذ المرحلة الابتدائية معرضة للخطر، كونهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة في ظل انعدام وسائل النقل المدرسي، وفي هذا الصدد أكد هؤلاء أن أبناءهم مجبرون على قطع مسافة تزيد عن 2 كيلومتر أو أكثر يوميا صباحا ومساءا للالتحاق بمدارسهم إذ يجتازون الطريق الرئيسية فضلا عن اجتياز بعض المسالك الجد وعرة التي لا يمكن للتلاميذ الصغار والذين لا يتجاوز سنهم 6 أو 7 سنوات قطعها، الأمر الذي اضطر أغلب الأولياء إلى مرافقة أبنائهم كحل بديل عند ذهابهم وإيابهم من المدرسة يوميا، فيما يسيطر الخوف والقلق على باقي الأولياء الذين لا تسمح ظروف عملهم بمرافقة أطفالهم الصغار إلى مدارسهم، وبالإضافة إلى ذلك فإن عناء الذهاب والإياب يوميا إلى المدارس مشيا ولمسافة طويلة جعلت التلاميذ عرضة للتعب والإنهاك، ولعل ما زاد من استياء الأولياء، أن البلدية لا تتوفر إلا على عدد قليل من النقل المدرسي. كما أكدوا السكان على نقص الخدمات الصحية والتأطير الطبي وغياب الأطباء المتخصصين سيما بالنسبة للنساء الحوامل اللواتي يتحسبن لموعد ولادتهن ويتنقلن قبل أسابيع من موعد الولادة إلى البلديات المجاورة وغالبا ما يتجهن نحو عاصمة الولاية، حيث تشكو البلدية من تدهور كارثي للخدمات الصحية، وحسب أحد سكان المنطقة فإن أولاد فاضل تفتقر للأطباء، مشيرا إلى المناظر التي يتعرض لها السكان في كل مرة يحتاجون فيها إلى الرعاية الصحية ما جعلهم يتخبطون في مشاكل حوّلت حياتهم إلى جحيم، مطالب السكان لا تزال قائمة للمسؤولين المحليين بشأن توفير بعض المرافق الضرورية الذي تراوح مكانها رغم الوعود المقدمة، وفي ذات السياق أكد السكان أنهم قاموا برفع شكاوي عديدة ومطولة يستعجلون فيها تدخل المسؤولين المعنيين لتهيئة الأحياء الذي تدهورت وضعتها وأصبحت الإقامة بها أمر أشبه من المستحيل، الأمر الذي أثر سلبا على حياة هؤلاء السكان، بالإضافة إلى تدهور وضعهم المعيشي، وأول ما استهل به السكان سلسلة شكاويهم التي تحدثوا عنها حاجتهم لقاعة العلاج حتى يتمكنوا من علاجهم بالمنطقة بدل الالتحاق بالقاعة الاستشفائية المتواجدة على مستوى البلديات بعد مسافات طويلة ممكن أن يتعرضوا خلالها لإصابات بسبب الأخطار التي يمكن أن يواجهها في ظل غياب وسائل النقل، خاصة لذوي الأمراض المزمنة وحتى الأمراض الذي تتطلب تدخلات طبية في الحين. و يطالب هؤلاء السكان بتحسين الخدمات الصحية على مستوى العيادة الوحيدة بتعزيز عدد الأطباء والمختصين والممرضين وتنويع الخدمات إلى تخصصات أخرى مثل طب الأطفال والأسنان. وعدم الاكتفاء بالطب العام والخدمات البسيطة.