أصبح تعطل المصاعد الكهربائية في معظم العمارات ذات الطوابق العالية على مستوى مناطق عدة في العاصمة، والتي قد تصل إلى 15 طابقا أو أكثر مستمرا منذ سنوات طويلة أقلها 25 سنة، ما خلق مشاكل جمة أنهكت سكانها، خاصة القاطنين بالطوابق العليا بعدما كانت قد سهلت عليهم الوصول إلى بيوتهم، أين كانوا يستعملونها خلال صعودهم إلى منازلهم أو نزولهم منها بصفة يومية. إلا أن توقفها جاء بغتة نتيجة الأعطاب التي لحقت بها وأخذت سنوات طوال دون إشراف أي جهات مسؤولة على إصلاحها - حسب ما أكده لنا السكان-، إذ أوضح هؤلاء أن أسباب تعطل المصعد متعددة، قد تكون ناجمة عن سوء استعمالها لا سيما من طرف الأطفال الذين كانوا يتمتعون بعملية الطيران عبر صاروخ -كما كانوا يسمونها-. الأمر الذي دفع بسكان العمارات إلى تحمل مشقة التنقل من والى بيوتهم عبر سلالم العمارة التي أرهقت هؤلاء المواطنين بمختلف شرائحهم الكبار والصغار، خاصة كبار السن ناهيك عن المعوقين والذين أصيبوا من خلالها بأمراض مختلفة على مستوى أرجلهم، وحتى المرضى المصابين بأمراض القلب يشعرون بإعياء شديد حيال صعودهم هذه السلالم، أين أفادوا أن قلوبهم تكاد تتوقف، هو نفس الشيء الذي حدثتنا عنه الحاجة فطيمة، صاحبة 65 سنة تعيش ببطارية خاصة بمرضى القلب، حيث أكدت بأنها كانت سليمة وهذه السلالم هي سبب عجزها المرضي، أحمد هو الآخر بين ملله وتعبه من صعود سلالم العمارة أمام تعطل المصعد الكهربائي بها قائلا “هذه ليست سكنات في ظل توقف المصعد بل هي ناطحات سحاب”، متسائلا “أيعقل أن يصل المرء إلى السماء عبر وسيلة تدعى الأدراج؟ أين هي واجبات المسؤولين؟ أيعقل لهؤلاء النوم في غضون هلاك المواطنين؟، مشيرا إلى سقوط العديد من سكان العمارات الذين أصيبوا بعاهات مستديمة، ناهيك عن الكسور التي بلغت أشدها ونالت من الاطفال والكبار، كما أنها أودت بحياة بعض الأفراد. ”السلام” قصدت أماكن متفرقة ونقلت أصداء هؤلاء المواطنين الذين يقطنون طوابق عليا بها، أين عبروا عن امتعاضهم لهذه الظروف التي عاشوها منذ أكثر من 25 سنة ولازالوا يعانون منها، منهم قاطنو عمارة فوج “9” ببلدية سيدي امحمد، الذين عبروا عن امتعاضهم إزاء هذه الحالة المزرية، كاشفا عن المراسلات التي لا تحصى والتي قدموها لمختلف السلطات المسؤولة على غرار رئيس البلدية، وكذا ديوان الترقية والتسيير العقاري، وبالرغم من الوعود الكثيرة منهم إلا أنهم أودعوها في سلل المهملات، مترجما إياها بإهمال واللامبالاة بالمواطنين، وهو نفس ماذهب إليه شباب العمارة بأنهم يواجهون مصاعب جمة لدى تنقلهم عبر هذه السلالم خاصة لدى حملهم قففا قصد إيصالها إلى بيوتهم. نفس المعاناة يتحملها قاطنو عمارات حي الصومام ببلدية باب الزوار، والمتكونة من خمسة طوابق والذين سئموا من الحديث عن هذا المشكل الذي لم يعتن به أي مسؤول، وهو الأمر الذي حتم على القاطنين إعادة تهيئتها من نفقاتهم الخاصة، لكن سرعان ما يعود الوضع إلى حاله، مرجعين سبب ذلك إلى التصرفات غير المسؤولة التي ينتهجها بعض القاطنين. و حسب السكان فإن العيش في العمارات التي تعطلت مصاعدها الكهربائية أصبح جحيما حقيقيا خاصة للعمارات ذات 15 طابقا، هذا ما يدل على استحالة الحياة بها. وبهذا يطالب هؤلاء الجهات المعنية التدخل العاجل لحل هذه القضية خاصة في الدخول الاجتماعي والمدرسي أين تزيد حركية هؤلاء.