رغم تقلص ميزانية المهرجان ب 40 بالمائة أسدل الستار على فعاليات المهرجان الثقافي الدولي لتيمقاد في طبعته ال41 وسط أجواء حميمية بهيجة وحضور مكثف للجمهور الذي كان وفيا للموعد يوميا وخاصة العائلات. وشهدت الليلة الأخيرة من عرس “تاموقادي” السنوي على غرار السهرات الأربع من عمر المهرجان حيوية كبيرة من خلال التلاحم الروحي بين المدرجات والركح لكنها صنعت الإستثناء و كانت محلية بإمتياز. واستمتع الحضور بأحلى الأنغام الشاوية التراثية مع الفنان عيسى براهيمي الذي استقبله جمهور تاموقادي بحفاوة كبيرة بعد أن غاب على التظاهرة منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، وكذا المحلية العصرية مع الشاب مليك الشاوي، فيما أمتعت فرقة الرفاعة الفلكلورية من نقاوس جمهورها على وقع القصبة والبندير إلى جانب فرقتا “ثازيري” من مروانة و”مزود سيدي مرزوق” بباتنة . وكانت افتتاحية هذه السهرة المميزة بلوحة مسرحية كوريغرافية من إنتاج محافظة المهرجان وإخراج الفنان ماجد كويتان بعنوان “همسات أجيال” وروت للحضور على مدار حوالي نصف ساعة عن حقبات من الزمن مرت بها الجزائر انطلاقا من الثورة التحريرية فالاستقلال ثم العشرية السوداء وحاضر البلاد حاليا حيث إمتزجت النغمة والأداء الغنائي والإيحاء بالرقصات المتناسقة ومشاهد أمتعت الجمهور، سيما وأن الرسالة كانت حب الجزائر دوما والالتفاف من أجل وحدتها والدفاع عنها ضد أي خطر محتمل قد يحدق بها. ولم تخلو السهرة الختامية من الموسيقى الراقية حيث قدم الأوركسترا الفيلارموني للمعهد الجهوي للتكوين الموسيقي بباتنة المكون من طلبة وأساتذة معزوفات تضمنت مقاطع موسيقية عبرت عن مختلف أنحاء الوطن مبينة ثراء الطبوع الجزائرية . وعن طبعة 2019 لمهرجان تيمقاد الدولي أكد محافظ المهرجان يوسف بوخنتاش في ندوة صحفية عقدها قبيل حفل الاختتام “أنها كانت أفضل بكثير من الطبعة التي سبقتها”، مبرزا أن اختيار الأسماء الثقيلة -كما قال “كان حكيما بدليل تجاوب الجمهور وتوافده بشكل كبير على مدرجات مسرح الهواء الطلق الجديد المحاذي للموقع الأثري بتيمقاد يوميا”. وأكد المتحدث عن تواصله مع إدارة المسرح الوطني الجزائري من أجل إبرام عقد شراكة مع محافظة مهرجان تيمقاد الدولي للعمل سويا خلال الدورات المقبلة خاصة وأن العروض المسرحية تعد أصل هذه التظاهرة العريقة. وتطرق بوخنتاش إلى الجهود التي بذلت من طرف ولاية باتنة لإنجاح المهرجان الذي كانت وزارة الثقافة الراعي الأساسي له بمشاركة عدد من الهيئات منها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وكذا الديوان الوطني للثقافة والإعلام، مشيرا إلى أن ميزانية المهرجان التي تقلصت بنسبة 40 بالمائة مقارنة مع الطبعة السابقة. وعلى الرغم من التأخير الذي تم تسجيله في انطلاق بعض سهرات التظاهرة وكذا رداءة الصوت أحيانا إلا أن ليالي تاموقادي لسنة 2019 صنعت الفرجة وكانت بهيجة لتدوم للساعات الأولى من الصباح وسط حضور قوي للجمهور الذي كان نجم هذه الطبعة حسب الكثيرين حيث خطف التألق بحيويته من النجوم الذين مروا على ركح “تاموقادي” وتألقوا في سماء المدينة العتيقة.